دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- خططت لطريقة عرضك لهذه الفكرة منذ وقت طويل.. تناقشها بعناية وتتجهز لمشاركة زملائك النقطة الأهم منها خلال اجتماع الشركة الأسبوعي.. ثم فجأة، يأتي أحد زملائك ليقاطعك ويبدأ بعرض فكرته أو تعليقه.
أمر مزعج، أليس كذلك؟ حتماً.. ولكن، ما هو التصرف الأنسب في مثل هذه اللحظة؟
يقول جاي ساليفان، الشريك الإداري في شركة استشارات مهارات التواصل التجاري، "إكزيك كوم"، إنه "إذا سمحت لشخص ما أن يقاطعك باستمرار والأخذ بزمام الأمور خلال الاجتماعات، فسوف تفقد صوتك. إذا لم يُسمح لشخص ما بإضافة أي جديد للعمل، فسوف تتضاءل قيمته في الشركة، وسيخسر فرصة التألق في مجاله".
ورغم أن التعرض للمقاطعة أثناء التكلم قد يسبب الإحباط أو حتى الغضب، إلّا أنه هناك طرق يمكن اتباعها لاستعادة قبضتك، دون التسبب بأي توتر في المحيط الذي حولك.
نعرض عليك بعض هذه الطرق الأنسب فيما يلي:
لا تفترض سوء النية
لا شك بأن التعرض للمقاطعة ليس بالأمر اللطيف، إذ غالباً ما يدل على عدم الاحترام، وقد يجعلك تفقد سلسلة أفكارك. ولكن، عليك أن تتذكر دائماً أن المقاطعة لا تدل دائماً بالضرورة على نوايا خبيثة.
تقول ستيسي إنغل، مديرة شركة تطوير مهارات التواصل القيادة العالمية، "فيرس كونفيرسيشن"، إن "بعض الأشخاص قد يواجهون صعوبة في عدم مقاطعة الآخرين، إذ قد يكونون متحمسين للغاية للمشاركة في المحادثة".
ولكن، هذا لا يعني أنه يجب أن تسمح للآخرين بعدم احترامك أو التمادي معك فيما يخص ما يزعجك، إذ تشرح تانيا لونا، المدير التنفيذي المشارك لشركة "لايف لابز ليرننغ" المختصة في توفير التدريب للشركات، أنه إذا كنت تتعرض للمقاطعة بشكل دائم "فقد يضر ذلك بحياتك المهنية بسرعة كبيرة، ولن يُنظر إليك على أنك مساهم مؤثر في مجال عملك".
اعرف جمهورك
إذا وجدت نفسك في موقف يقاطعك به أحدهم، فالسر هو التحلي بالصبر والهدوء. يقترح ساليفان مثلاً، نداء الشخص باسمه، ولكن، بنبرة إيجابية، إذ أنه عند ندائهم باسمهم، سيتوقفون عن الحديث على الفور، ثم يمكن متابعة حديثك من خلال القول بأنك تقدر أفكاره ومسرور بأنكما تتفقان على الأفكار، ولكنك تريد إنهاء فكرتك أولاً.
من خلال اتباع هذه الطريقة، تكون قد استرجعت قبضتك على الحديث، ولكن دون التسبب بأي أجواء سلبية أو توتر أثناء الاجتماع.
كما تعتقد لونا أيضاً أن تجهيز جملة لاستخدامها في هذه الحالات هو أمر مفيد جداً، إذ يجعلك ذلك مستعداً إذا ما تعرضت لموقف كهذا، حيث يمكن قول شيء مثل "قبل أن ننتقل إلى ذلك، اسمحوا لي أن أنهي أفكاري" أو "أكملت 75٪ من فكرتي فقط". وتشير لونا إن أن "التصريح بنسبة مئوية يبسط الأمر قليلاً، ويجذب الناس ليصبحوا مهتمين مثلاً بالـ25% الباقية من الفكرة".
ولكن، يشدد ساليفان أيضاً على أهمية تغيير هذه القواعد قليلاً إذا ما كان الشخص الذي يقاطعك هو مديرك مثلاً. في هذه الحالة، ينصح ساليفان بعدم مواجهته أمام الجميع، إذ أن "تحدي المدير علناً لن ينجح"، على حد قوله.
بدلاً من ذلك، يقترح ساليفان التحدث معه على انفراد بعد الانتهاء من الاجتماع، حيث يمكن القول إنك تحاول مثلاً إظهار المزيد من المهارات القيادية خلال الاجتماعات من خلال مشاركة أفكارك، ولكنك لم تحصل على تلك الفرصة بسبب مقاطعتك".
تملك الحديث أو الاجتماع
إذا كنت تعرض فكرة أمام عدد من الأشخاص، قم بتحديد ما يمكن لجمهورك توقعه، فمثلاً، يمكنك التوضيح في بداية الاجتماع أنك مستعد لتلقي الأسئلة في نهاية عرضك.
ولكن، إذا كان المدير الذي طلب منك تقديم الفكرة هو من يقاطعك، فقد يعني ذلك أن الوقت قد حان للتخلي عن خطتك والتطرق للموضوع الذي طرحه، إذ يقول ساليفان إن خطة الموظف الوحيدة هي تلبية جدول أعمال وخطة المدراء، مضيفاً أنه يمكن قول شيء مثل: "أنا سعيد لأنك تطرقت لذلك الموضوع، دعنا ننتقل إلى هذا الجزء من العرض".
ساعد الآخرين على رفع صوتهم
قادة الاجتماع ليسوا مسؤولين فقط عن وضع وتنفيذ جدول أعمال الاجتماعات، بل يجب عليهم أيضاً التأكد من أن كل شخص حصل على فرصة التحدث بحرية دون مقاطعته.
فإذا لاحظت أن شخصاً ما يتعرض للمقاطعة، يقترح ساليفان توضيح أنه سيكون أمراً مفيداً إذا ما سمعنا المزيد مما لدى هذا الشخص قوله. كما يؤكد أن السر يكمن في التأكيد على أن سماع الفكرة سيكون مفيداً للفرق، فبدل قول شيء مثل "أريد سماع فكرته"، يمكن قول شيء مثل، "أعتقد أن سماع فكرته كاملة ستساعد الفريق".