نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- قبل 3 أيام من عيد الميلاد في عام 1975، وقّع الرئيس الأمريكي الراحل جيرالد فورد قانوناً لإنشاء أول مخزون نفط خام احتياطي للطوارئ في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن أصيبت البلاد بصدمة كبيرة بسبب حظر نفطي قبل بضع سنوات.
آنذاك، كانت تسيطر منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) على إمدادات العالم من النفط الخام. اليوم، تعد الولايات المتحدة الأمريكية واحدة من بين أكبر المنتجين في العالم ومصدّراً رئيسياً، ليس مجرد مستورداً للنفط.
ولكن رغم ذلك، لا تزال تحتفظ الولايات المتحدة الأمريكية بمخزونها من النفط، إذ يحتوي احتياطي النفط الاستراتيجي على 645 مليون برميل، ما يجعله أكبر مخزون احتياطي للنفط في العالم.
وقد أذن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، باستخدام النفط من احتياطي الطوارئ بعد هجمات نهاية الأسبوع على منشأتي نفط في السعودية، أثرت على إنتاج الطاقة السعودي، وتسببت في انخفاض بنسبة حوالي 5٪ من المعروض العالمي من النفط، ما تسبب بالتالي في ارتفاع بالأسعار.
ويتكون الاحتياطي الاستراتيجي من 4 مواقع على طول سواحل خليج تكساس ولويزيانا التي تحوي كهوف تخزين عميقة تحت الأرض، يبلغ عمقها ما بين 2000 و4000 قدم تحت السطح. وبلغت كمية النفط الأكبر الذي احتفظ به الاحتياطي الاستراتيجي على الإطلاق، 727 مليون برميل في العام 2009.
ولا يستطيع أحد سوى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بإصدار أمر لسماح استخدام احتياطي النفط الاستراتيجي، أمر حدث حتى الآن 3 مرّات فقط.
وقد استخدم الاحتياطي الاستراتيجي آخر مرة في يونيو/حزيران من عام 2011، عندما أدت الاضطرابات المدنية في ليبيا إلى زعزعة صادرات النفط العالمية، حيث طلبت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية – التي كانت تشعر بالقلق من تعطل الإمدادات في اقتصاد عالمي هش لا يزال يتعافى من ركود اقتصادي كبير – بيع 30 مليون برميل.
كما استخدم أيضاً الاحتياطي الاستراتيجي في عام 2005 بعد أن دمر إعصار كاترينا البنية التحتية للنفط في البلاد على طول خليج المكسيك، بينما كان الاستخدام الأول للاحتياطي في عام 1991، عندما هاجمت الولايات المتحدة الأمريكية العراق في حرب الخليج الثانية.
ولا يمكن لأي نفط مستخرج من الاحتياطي الاستراتيجي بالمساهمة في دفعة فورية للإمدادات العالمية، إذ يجب سحبه من التخزين ومن ثم بيعه في سوق المشترين والبائعين، وهي عملية قد تستغرق حوالي أسبوعين.