نيودلهي، الهند (CNN) -- اعتبر الرئيس التنفيذي لشركة "أوبر"، دارا خسروشاهي، إن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي كان "خطأ" وشبهه بـ"خطأ" سيارة أوبر ذاتية القيادة الذي أدى إلى مقتل شخص، مشيراً إلى أن "الجميع يخطئ".
جاء تعليق خسروشاهي خلال مقابلة مع "أكسيوس" نشرت على الإنترنت، قال فيها إنه "يعتقد أن الحكومة ارتكبت خطأ ما"، في رد على سؤال وجه إليه عن احتفاظ رئيس صندوق الثروة السيادية السعودي، ياسر الرميان، بمقعده في مجلس إدارة أوبر. يذكر أن الصندوق السعودي هو خامس أكبر مساهم في أوبر، ويمتلك 5.3٪ من الشركة.
وقارن خسروشاهي مقتل خاشقجي بالمشاكل التي واجهتها أوبر في سياراتها ذاتية القيادة، والتي قتلت إحداها شخصا من المشاة في ولاية أريزونا الأمريكية العام الماضي، حيث كان يسير شخص ما بجانب دراجة هوائية على الطريق ليلاً، إلّا أن نظام برنامج أوبر ذاتي القيادة لم يتمكن من تحديد الكائن بشكل ناجح، وبالتالي لم تتوقف السيارة لتفادي الحادث.
وقال خسروشاهي إن أوبر "ارتكبت أخطاء أيضاً في القيادة الذاتية، وتوقفنا عن القيادة ونتعافى الآن من هذا الخطأ. لذلك، أعتقد أن الناس يرتكبون الأخطاء، وهذا لا يعني أنه لا يمكن مسامحتهم أبداً. أعتقد أن الحكومة السعودية أخذت الأمر على محمل الجد".
وكان قد قضى المسؤولون في وقت سابق من هذا العام أن أوبر لن تواجه أي اتهامات جنائية في حادثة السيارة ذاتية القيادة، كما أوقفت الشركة برنامج اختبار السيارات مؤقتاً وأوقفت عمليات القيادة الذاتية في أريزونا.
وقد شهد تعليق خسروشاهي ردود فعل كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعية، حيث انتشرت تغريدات كثيرة على توتير، تدعو لمقاطعة الشركة وحذف تطبيق أوبر، إلّا أن أكسيوس سرعان ما أعلنت أن رئيس أوبر اتصل في وقت لاحق بها للتعبير عن أسفه من تعليقاته وأرسل توضيحاً عبر البريد الإلكتروني.
وكتب خسروشاهي في البيان الذي أرسله إلى أكسيوس: "قلت شيئاً في لحظة، لا أؤمن به. عندما يتعلق الأمر بجمال خاشقجي، فإن اغتياله مذموم ويجب عدم نسيانه أو إعفاؤه".
ولم ترد أوبر على طلب للتعليق من CNN.
وكانت تقارير إعلامية أفادت بأن وكالة الاستخبارات المركزية خلصت إلى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمر شخصياً بقتل خاشقجي، الذي اختفى قبل أكثر من عام في القنصلية السعودية في اسطنبول.
ولكن نفى ولي العهد تورطه شخصياً في مقتل خاشقجي في مقابلة مع شبكة "سي بي إس" في برنامج "60 دقيقة"، إلّا إنه قال إنه يتحمل مسؤولية وفاته، كونه زعيم سعودي.
وقد وجهت النيابة العامة السعودية العام الماضي تهماً إلى 11 شخص لتورطهم في جريمة قتل الصحفي، بينما يقول مسؤولون سعوديون إن 5 منهم يواجهون عقوبة الإعدام بسبب تورطهم المباشر في "الأمر وتنفيذ الجريمة". كما فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على 17 مسؤولاً سعودياً لتورطهم المزعوم بالجريمة.