نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)— مع استمرار حالة التخبط وعدم اليقين في أسواق النفط العالمية عقب إعلان المملكة العربية السعودية خطط رفع حجم انتاجها اليومي، كرد على رفض روسيا التعاون مع منظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك"، تبرز رسالتان قويتان تمكنت المملكة من إيصالها لروسيا والعالم، وفقا للزميل جون ديفتيريوس، محلل شؤون الأسواق الناشئة في CNN.
الرسالة الأولى، مفادها أن المملكة العربية السعودية تبقى مستعدة لفرد عضلاتها وتذكير الجميع بما ستؤول إليه الأوضاع في أسواق النفط إن قررت التوقف عن لعب دورها في الحفاظ على استقرار أسعار الخام والحيلولة دون إغراق الأسواق.
الرسالة الثانية، مفادها أنه لو تركت السعودية الأسواق لحرية القوى فيه، فإن منتجي النفط في الخليج سيكونون آخر المنتجين الواقفين على أقدامهم، حيث يكلفهم استخراج النفط الخام قيمة أقل من أي دولة أخرى بما فيها أيضا شركات استخراج النفط من الصخر الزيتي في الولايات المتحدة الأمريكية.
ونقل ديفتيروس عن مصدر سعودي مطلع على الأوضاع، أن بدء حرب أسعار النفط لم يكن واردا بخطة فيينا، لافتا إلى أن الروس أتوا لاجتماع "أوبك+" في فيينا عازمين على وقف توسع منتجي النفط من الصخر الزيتي في أمريكا، في حين قال مصدر حكومي روسي إن بلاده كانت مستعدة لتقديم تنازلات ولكن ليس بعمق تخفيض الإنتاج الذي أرادته السعودية.
شركات الطاقة الامريكية يظهر أنها تقف على خط النار، باعتبار أن أسعار النفط هبطت بنسبة 50% عما كانت عليه في يناير/ كانون الثاني الماضي، وبأدنى مستوى منذ بدايات العام 2016.
اليوم، لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية أكبر منتج للنفط في العالم تليها روسيا ثم المملكة العربية السعودية، ولكن على الأغلب وبحلول أبريل/ نيسان المقبل، ستتجاوز المملكة روسيا بفارق بسيط لتصبح في المركز الثاني، في حين أن البعض يرى أن السعودية لن توقف حرب أسعار النفط حتى تستعيد تاج على رأس قائمة المنتجين الدوليين.