هديل غبّون
عمّان، الأردن (CNN) -- تصدّرت قضية العالقين والمقيمين في الخارج وخاصة دول الخليج، اهتمامات الأردنيين منذ بداية جائحة كورونا، فيما انتقد خبراء عمّاليون ضعف الخطة الحكومية الأردنية للتعامل مع فاقدي الوظائف منهم، وسط غياب إحصاءات دقيقة عن أعدادهم من بين أكثر من 20 ألف أعادتهم السلطات إلى البلاد على مدار أشهر.
ويساور خبراء في قطاع العمل والعّمال ، القلق حيال ارتفاع نسب البطالة التي بلغت في الربع الاول من العام الحالي 19.3% رسميا، في ظل توقّعات لمنظمة العمل الدولية ومراكز بحثية محلية، تتوقع خسارة 10-14% من العاملين في المنطقة العربية لوظائفهم حتى نهاية العام، بحسب تقديرات دولية ومحلية غير حكومية
وقال وزير العمل الأردني، نضال البطاينة في مؤتمر صحفي الاثنين لوسائل الإعلام، إن ارتفاع نسب البطالة متوقع في ظل جائحة كورونا.
وأضاف في تصريحاته: "نعم لدينا طريقة لتعامل الحكومة مع الهجرة العسكية ...لدينا خطة إحلال العمالة الاردنية محل العمالة الوافدة وهناك برامج قيد المراجعة والانتهاء منها سيكون قريبا للتشغيل".
وفي سؤال وجهته CNN بالعربية للوزير عبر المكتب الاعلامي للوزارة، حول أعداد فاقدي الوظائف من الخارج وفيما إذا كانت الحكومة تخشى من موجة "هجرة عسكية" وشيكة، لم يعلّق الوزير على ذلك، فيما قال :"إن وزارة العمل تقدم للباحثين عن عمل وطالبي الوظائف في القطاع الخاص فرصة التشبيك مع أصحاب العمل من خلال منصة "سجّل الالكترونية"، وأن الوزارة تعمل على ربط أصحاب العمل بطالبي الوظائف والباحثين من خلال مديريات التشغيل والمنصة".
وأضاف :" أيضا من خلال التنسيق مع هيئة تنشيط الاستثمار لفتح فرص استثمارية في أي من المجالات الاقتصادية كما تساعد الوزارة على دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال الصناديق الاقتراضية".
أما عن خطة توظيف الأردنيين في دولة قطر التي أعلنت عنها، الدوحة في أغسطس /آب 2018 عبر توفير 10 آلاف وظيفة حينها و10 آلاف إضافية أعلنت مع بداية العام، قال البطاينة :" تم تعيين 4046 أردنيا حتى الآن مع الجانب القطري، والعمل جار حاليا على ترتيب المقابلات من جانبهم لدفعة جديدة من المتقدمين للوظائف المطلوبة".
لكن خبراء عمّاليون يرون أن قضية البطالة، ليست من أولويات عمل الحكومة، خاصة ملف المغتربين، كما يقول أمين عام وزارة العمل الاردنية سابقا، ورئيس بيت العمال حاليا حمادة أبو نجمة.
وقال أبو نجمة لموقع CNN بالعربية، إن مخاوف عودة المغتربين العاطلين عن العمل "كبيرة "، لكنها لن تتشابه مع ما يتم تداوله "كموجة هجرة عسكية"، على غرار أزمة حرب الخليج الثانية، باعتقاده.
ويقدّر أبو نجمة، وفقا لدراسة أعدها بيت العمال، أن عدد المغتربين الأردنيين، 786 ألف مغترب في الخارج، من بينهم أكثر من 570 ألف مغترب في دول الخليج العربي، بينما يقدّر مجموع العاملين منهم في الخليج نحو 329 ألفا.
واستنادا إلى دراسات لمنظمة العمل الدولية، وفقا لأبونجمة وإسقاطها على العمالة الأردنية في الخليج، فإنها وضعت تقديرات بفقدان ما نسبته 10-14 في المائة من العاملين في المنطقة العربية لوظائفهم ، وبما يرجّح فقدان "33 ألف أردني" في الخليج لأعمالهم، بحسبه.
ويخشى أبو نجمة من عدم استيعاب هذه الأعداد في المملكة، قائلا :"في الغالب لن يستطيع سوق العمل المحلي استيعابهم، نظرا لانخفاض مستويات الاجور مقارنة بدول الاغتراب، ولطبيعة التخصصات عالية التأهيل "، مشيرا إلى أن توقعات البنك الدولي للعام 2020 ترجح تراجع النمو الاقتصادي في المملكة بمعدّل 5.8 في المائة.
ويرى أبو نجمة أن دعم هؤلاء، بالمشاريع الريادية والاستثمارات الخاصة بهم ، ووضع برامج تحفيزية ومنحهم تسهيلات وإعفاءات لازمة، من شأنه أن يسهم بالحل، خاصة مع وجود 350 ألف متعطل في الأردن قبل جائحة كورونا، ترجمة لنسبة البطالة.
ونوه أبو نجمة إلى أن سوق العمل الأردني يستوعب سنويا في القطاع الخاص نحو 40 ألف فرصة عمل، فيما يتجاوز عدد الباحثين عن عمل 100 ألف.
وقال معتصم ارشيدات العضو في مبادرة "راحتي بين أهلي" في السعودية التطوعية ، إن أعداد الأردنيين الذين عادوا للمملكة يقدر بـ 4500 فردا مع عائلاتهم حتى الآن، عبر السفارة الأردنية في الرياض ومركزالأزمات، لأسباب مختلفة.'
ونوه ارشيدات إلى إن الإحصاءات الرسمية غير معروفة بدقة حول فاقدي الوظائف منهم، فيما أشار إلى أن المنصة التي أطلقتها الحكومة الأردنية لاستقبال طلبات المغتربين، تطلب البيانات المتعلقة بسبب العودة.