واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) – كشف تقرير جديد نشرته صحيفة نيويورك تايمز، الأحد أن الرئيس الأمريكي دونالد توامب لم يدفع أي ضرائب دخل فيدرالية على الإطلاق خلال 10 أعوام من أصل 15 عاماً منذ العام 2000 بسبب إفادته بخسارة أكثر بكثير مما تحقق خلالها.
وذكرت الصحيفة أنه في كل من العام الذي فاز فيه ترامب بالرئاسة وفي سنته الأولى في البيت الأبيض، دفع ترامب 750 دولاراً فقط من ضرائب الدخل الفيدرالية.
ويشير تقرير نيويورك تايمز إلى خسائر مالية فادحة وسنوات من التهرب الضريبي، ما يوجه ضربة للعلامة التجارية التي بنى عليها ترامب حياته السياسية.
ونفى ترامب قصة صحيفة نيويورك تايمز خلال إفادة صحفية في البيت الأبيض، الأحد، مدعياً أنه يدفع "الكثير" من ضرائب الدخل الفيدرالية، حيث قال: "أنا أدفع الكثير، وأدفع الكثير من ضرائب الدخل الحكومية".
كما أضاف ترامب أنه مستعد للكشف عن إقراراته الضريبية عندما يصبح لا يخضع للتدقيق من قبل دائرة الإيرادات الداخلية، والتي قال إنها "تعاملني معاملة سيئة". ومع ذلك، فإن الرئيس غير ملزم بالاحتفاظ بإقراراته الضريبية عندما يكون تحت التدقيق، رغم ادعاءاته المتكررة بخلاف ذلك.
كما رفض ترامب أيضاً الإجابة عن المبلغ الذي دفعه كضرائب فيدرالية في الإحاطة وخرج من الإحاطة أثناء توجيه جيريمي دايموند من CNN أسئلة له حول هذا الموضوع.
ويرسم تقرير نيويورك تايمز الموسع صورة رجل أعمال كان يكافح من أجل الحفاظ على استمرارية أعماله وكان يبلغ عن خسائر بالملايين حتى أثناء حملته الانتخابية لمنصب الرئيس ويتفاخر بنجاحه المالي.
ووفقاً للصحيفة، استخدم ترامب مبلغ 427.4 مليون دولار الذي دفع له مقابل برنامج "ذا أبرينتيس" لتمويل أعماله الأخرى، معظمها ملاعب غولف خاصة به، وكان يضع أموالاً في أعماله أكثر مما كان يسحب منها.
كما تكشف المعلومات الضريبية التي حصلت عليها الصحيفة أيضاً أن ترامب كان في خلاف مع دائرة الإيرادات الداخلية الأمريكية لسنوات حول ما إذا كانت الخسائر التي طالب بها سترد له حوالي 73 مليون دولار.
وفي رد على رسالة تلخص ما كشفته الصحيفة، قال محامي منظمة ترامب، آلان غارتن، لصحيفة التايمز إن "معظم، إن لم تكن كل، الحقائق تبدو غير دقيقة"، مطالباً بالوثائق.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنها لن تنشر بيانات الإقرار الضريبي لترامب حتى لا تعرض مصادرها للخطر "الذين خاطروا شخصياً بطرق هائلة للمساعدة في إعلام الجمهور".
ولا تشمل بيانات الإقرار الضريبي التي حصلت عليها الصحيفة إقراراته الشخصية لعام 2018 أو 2019.
وكانت ضرائب ترامب غامضة إلى حد كبير منذ ترشحه لمنصب الرئاسة، إذ خلال حملة العام 2016، خالف المرشح آنذاك معايير الانتخابات الرئاسية ورفض تقديم إقراراته الضريبية للمراجعة العامة. وقد ظلت خاصة منذ أن تولى منصبه.
كونك قيد المراجعة من قبل دائرة الإيرادات الداخلية لا يمنع أي شخص من إصدار إقراراته الضريبية علناً، لكن هذا لم يمنع ترامب من استخدام الأمر كدفاع ضد الإفصاح عن معلوماته المالية.
وفي العام 2016، أصدر ترامب خطاباً من محاميه الضريبي أكد أنه يخضع للتدقيق. لكن الرسالة قالت أيضاً إن دائرة الإيرادات الداخلية الأمريكية انتهت من مراجعة ضرائب ترامب من العام 2002 حتى العام 2008. ولم يفصح ترامب عن إقراراته الضريبية عن تلك السنوات، رغم انتهاء عمليات التدقيق.
كما أفاد تحقيق سابق لصحيفة نيويورك تايمز نُشر في 2018 أن ترامب ساعد "والديه في تفادي الضرائب" في التسعينيات، بما في ذلك "حالات الاحتيال المباشر" التي سمحت له بجمع ثروة منهم.
وتلقى ترامب ما لا يقل عن 413 مليون دولار، بدولار اليوم، من إمبراطورية والده العقارية، بدءاً من سن الثالثة.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز يوم الأحد أن المعلومات الضريبية لترامب تكشف عن أمثلة محددة لتضارب المصالح المحتمل بين أعمال الرئيس ومنصبه.
وذكرت الصحيفة أنه في العامين الأولين لترامب في منصبه، جمع 73 مليون دولار من الإيرادات في الخارج، وجاء جزء كبير منها من ملاعب الغولف الخاصة به، لكن بعضها جاء من صفقات الترخيص في دول، بما في ذلك الفليبين والهند وتركيا.
وقالت الصحيفة إن جميع المعلومات التي حصل عليها زودت "من مصادر لديها إمكانية الوصول القانوني إليها".