نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- تسعة أشهر.. هذا هو الوقت الذي استغرقه أكبر 1000 ملياردير في العالم لاسترداد ثرواتهم بعد انتشار جائحة فيروس كورونا.
في المقابل، سيستغرق أفقر فقراء العالم أكثر من عقد من الزمان للتعافي من الجائحة، وفقاً لتقرير عدم المساواة السنوي الذي تصدره منظمة أوكسفام الدولية.
ويوضح التقرير، الذي صدر يوم الأحد قبل الاجتماع الافتراضي للمنتدى الاقتصادي العالمي للقادة السياسيين والماليين الذي يُعقد عادةً في دافوس بسويسرا، تأثير الفيروس المتباين في جميع أنحاء العالم، حيث وجدت منظمة أوكسفام أن الوباء يمكن أن يزيد من عدم المساواة الاقتصادية في كل بلد تقريباً في آن واحد، للمرة الأولى على الإطلاق.
وقالت غابرييلا بوشر، المديرة التنفيذية لمنظمة أوكسفام: "إننا نشهد أكبر ارتفاع في عدم المساواة منذ أن بدأت السجلات. والانقسام العميق بين الأغنياء والفقراء يثبت أنه قاتل مثل الفيروس. الاقتصادات المزورة تنقل الثروة إلى النخبة الثرية الذين يركبون موجة الوباء برفاهية، بينما أولئك الذين يقفون على خط المواجهة للوباء – مساعدي المتاجر، والعاملين في مجال الرعاية الصحية، والباعة في السوق – يكافحون لدفع الفواتير ووضع الطعام على الطاولة".
وقد أدى فيروس كورونا، الذي أصاب حوالي 100 مليون شخص وأودى بحياة أكثر من 2.1 مليون على مستوى العالم، إلى تسليط الضوء على عدم المساواة. كما اختلفت طريقة تعامل الناس معه بحسب العرق والجنس والدخل.
على سبيل المثال، كان من المفترض أن يبقى حوالي 22 ألف أمريكي من السود واللاتينيين على قيد الحياة، اعتباراً من ديسمبر/ كانون الأول، إذا ما كان أفراد هذه المجموعات قد ماتوا من الفيروس بذات معدل موت الأمريكيين البيض، وفقاً لمنظمة أوكسفام.
كما كان من المفترض أن يتعرض عدد أقل من النساء بمقدار 112 مليون امرأة لخطر فقدان دخلهن أو وظائفهن إذا ما تم تمثيل الرجال والنساء بالتساوي في القطاعات المتضررة من الوباء.
وفي الوقت نفسه، استطاع الأثرياء بشكل عام التغلب على عاصفة فيروس كورونا بشكل جيد، إذ رغم انهيار أسواق الأسهم في الأشهر الأولى من الوباء، إلا أنها ارتفعت مجدداً، جزئياً، بفضل المساعدة الاقتصادية غير المسبوقة التي قدمتها الحكومات.
وتقدر أوكسفام، أن ثروة المليارديرات في جميع أنحاء العالم نمت بمقدار 3.9 ترليون دولار بين منتصف مارس/ آذار ونهاية ديسمبر/ كانون الأول.
ولكن عدد الأشخاص الذين يعيشون في الفقر على مستوى العالم قد يكون ارتفع بما يصل إلى 500 مليون العام الماضي، وفقاً لورقة بحثية صادرة عن المعهد العالمي لأبحاث اقتصاديات التنمية التابعة لجامعة الأمم المتحدة، والتي استشهدت بها منظمة أوكسفام.
كما وجدت تقارير أخرى أن الوباء قد أضر بالفقراء بشكل كبير، حيث وجدت دراسة منفصلة للبنك الدولي في أكتوبر/ تشرين الأول أن الوباء قد يدفع ما يصل إلى 60 مليون شخص إلى الفقر المدقع.
وتقول بوشر إنه لمحاربة هذا التفاوت المتزايد، يجب على الحكومات ضمان حصول الجميع على لقاح فيروس كورونا والدعم المالي إذا فقدوا وظائفهم. كما أضافت أن هذا هو الوقت المناسب أيضاً للاستثمارات طويلة الأجل في الخدمات العامة والقطاعات منخفضة الكربون لخلق ملايين الوظائف وضمان حصول الجميع على التعليم والرعاية الصحية والرعاية الاجتماعية.