من لبنان إلى العالم.. رواد أعمال يحلقون خارج حدود الوطن

اقتصاد
نشر
6 دقائق قراءة
مطعم SALATA في الوسط التجاري في بيروت
مطعم SALATA في الوسط التجاري في بيروت Credit: SALATA Company

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- ترك جورج بندر ويارا أبي جودة عملهما في القطاع المصرفي لتأسيس مطعم صحي مختص بالسَلطة. ولكن ما لم يتنبأ به الصديقان هو أن تبدأ بعد عام الأزمة الاقتصادية الأسوأ في لبنان، ليأتي انفجار مرفأ بيروت ويزيد من تدهور الوضع الاقتصادي والمعيشي. فارتأى الشابان توسيع عملهما خارج حدود البلاد، تحديدًا دبي.

حال جورج ويارا كما عدد كبير من اللبنانيين. منهم من أقفل الباب بالكامل ومنهم من قام بالتوسع في الخارج للتخفيف من حدة المعاناة التي يعيشها اللبنانيون بشكل يومي في لبنان المثقل بمشاكل مالية واقتصادية ومعيشية لا تزال مستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2019.

"لقد بدأنا في ديسمبر/ كانون الأول 2018 كأول مطعم سَلطة في بيروت. وجدنا أن هناك نقصًا في الأكل الصحي، بدأنا بهذه الفكرة ولاقت نجاحاً كبيراً"، قال جورج بندر الرئيس التنفيذي لشركة SALATA في مقابلة مع CNN بالعربية.

وأضاف: "تركنا عملنا في القطاع المالي في المصارف ولم تكن لدينا أي خلفية عن كيفية تحضير الطعام. بعد سنة شهد لبنان أحداثاً تضمنت الاحتجاجات الشعبية والأزمة الاقتصادية وانفجار المرفأ".

ورغم تنافسية السوق في دبي، قرر جورج ويارا إطلاق خدمة التوصيل واعتماد ما يُعرف بالكلاود كتشن (المطبخ السحابي) . وقال جورج:"دبي سوق تنافسية ولكننا متفائلون".

SALATA
أطباق من السلطة SALATACredit: SALATA Co

مشاكل اقتصادية في الوطن

في لبنان المثقل بالديون، زادت جائحة الكورونا من سوء الأزمة المالية التي شملت مشاكل في توريد الأطعمة والمواد الغذائية والوقود والكهرباء وهجرة الموظفين واللبنانيين وانهيار العملة الوطنية ووضعت المصارف سقفاً على سحب الودائع رغم عدم إقرار قانون "الكابيتال كونترول" رسميًا.

كما أجبرت أزمة الكهرباء المستمرة منذ عقود المواطنين على الاعتماد على المولدات الكهربائية التي بدورها تواجه شحًا في الوقود. 

وبالنسبة لماريو حداد وربيع فخر الدين، التوسع في دول خارج حدود لبنان حصل قبل الأزمة، لكنهما كثفا جهودهما في زيادة نطاق عملهما بعد أن عقدت الأزمة سير العمل في لبنان.

حداد، الذي افتتح أول مطعم سوشي في لبنان في 1997، قال إن الوضع في بيروت معقدـ، فبحسب التقديرات أصبح 60% من مطاعم لبنان خارج الخدمة ما أعطى فرصة للبقاء لمن يستطيع الاستمرار.

وأضاف قائلا لـCNN بالعربية: "إذا وصلنا إلى مرحلة ينعدم فيه المازوت والكهرباء سنُجبر على الإقفال".

بالنسبة لحداد، لا تتكبد سلسلة مطاعمه التي تشمل المطبخ الإيطالي، الخسائر، فالإيرادات بالكاد تكفي لتغطية الايجارات وأجور الموظفين وغيرها من المصاريف التشغيلية. 

وأشار إلى أن الأجور متدنية، وأن المعضلة التي سيواجهها إذا رفع الأجور سيترتب عنها رفع الأسعار في المطاعم وبالتالي سيخسر الزبائن.

يقول حداد: "تدخلين إلى المطعم وتلاحظين أنه ممتلئ لأن السعر تعادلي... فمثلاً الـ 100 دولار التي كان يدفعها الزبون في السابق أصبحت الآن تساوي 25 دولارًا".

وفي لبنان، الذي ترتبط عملته بالدولار الأمريكي، يشتري التجار البضائع بحسب سعر صرف مختلف عن السعر الرسمي.

وقال حداد: "أصبحنا صرافين أكثر من أصحاب مطاعم، يصيبنا القلق عندما نشتري البضاعة فبأي سعر سنبيعها والأسوأ من ذلك وجود 3 أسعار صرف مختلفة".

افتتح حداد مؤخرًا مطعماً للبيتزا "ماريولينو" في منطقة الساحل الشمالي المصرية التي تشهد طفرة عقارية تماشياً مع النمو الاقتصادي في مصر.

 

ونوه حدّاد إلى أنه لولا رأس المال الأجنبي لما استطاع القيام بهذه الخطوة.

وأضاف: "مع الكابيتال كونترول لا يسعنا أن نخرج أموالنا من المصارف، فكلها هناك. و عندما نريد أن نفتح (مطاعم) في بلدان أخرى علينا أن نفتح من دون رأس المال ما يجعل ذلك مستحيلاً ومستبعداً".

ستكون المحطة الثانية لماريو في مصر، في القاهرة ليطلق مطاعم مع مستثمرين آخرين تناسب مختلف الأذواق، مثل السوشي والأكل السريع والبيتزا. وهو يتطلع في ما بعد للدخول إلى أسواق أخرى في أوروبا، مثل أثينا وإسبانيا والبرتغال.

وأشار حداد إلى أن التوسع جاء كي يستطيع البقاء في لبنان، فلديه 300-400 موظف وبما أنه ملزم باحترام قوانين التوظيف محليًا في مصر من غير الممكن أن تقتصر القوى العاملة على اللبنانيين.

الحل هو الخارج لتأمين الاستمرارية في الوطن

مؤخرًا، حصل ربيع فخر الدين على الإقامة الذهبية في دبي واستقر مع عائلته في الإمارة بعد انفجار بيروت الهائل في 4 أغسطس/آب 2020.

أطلق فخر الدين Management 7 وهي شركة تدير المطاعم والنوادي الترفيهية في العام 2011 في بيروت. وللشركة الآن أكثر من 12 استثمار متنوع.

وقال لـCNN بالعربية:"دبي كانت الخيار الأول.. بعد انفجار بيروت فقدنا الأمل.. فهل أتخذ قرار نهائي وأقفل الشركة فلدي 265 موظف تحت مسؤوليتي".

وتحدث فخر الدين عن نفس المعاناة اليومية في تشغيل مطاعمه الأربعة في لبنان من إعادة جدولة للأسعار، ورغم أنّ القطاع السياحي شهد بعضاً من الانتعاش في لبنان في الفترة الأخيرة، إلا أنه كان موسميًا و"لا يعكس القطاع المتردي"، حسب قوله.

ويسعى فخر الدين إلى افتتاح 5 مطاعم ونواد ترفيهية جديدة في الإمارات قبل نهاية العام. وفي الرياض فأطلق "قهوة بيروت" و"أنتيكا بار". وتوقع أن يشهد السوق السعودي على غرار مصر "فورة" كبيرة في قطاع الترفيه والسياحة.

ويسعى أيضاً الى افتتاح مطاعم ونواد ترفيهية في الساحل الشمالي في مصر العام المقبل كما سيطلق 6 مطاعم ونواد ترفيهية في القاهرة على أن تطأ شركته السوق الأوروبي من خلال مطعم إيطالي في أثينا.

Antika Bar picture
"انتيكا بار"Credit: Antika Bar/7 Management Co.