دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--تتوقع شركة التطوير العقاري أوراسكوم للتنمية القابضة أن يتراوح حجم الانفاق على مشاريعها الجديدة بين 800 مليون دولار الى 1 مليار دولار بين 3 الى 7 سنوات وهو الرقم الأعلى الذي ستصرفه الشركة منذ تأسيسها، بحسب ما صرح به رئيسها التنفيذي.
تبني الشركة التي تتخذ من سويسرا مقراً لها والتي يملك حوالى 70% من أسهمها الملياردير المصري سميح ساويرس ونجله مدنا متكاملة تشمل الفنادق والوحدات السكنية والمرافق الترفيهية والبنية الأساسية مثل المستشفيات والمدارس والمرافق العامة.
ولها تواجد في ثلاثة دول أوروبية هي انكلترا وسويسرا ومونتينيغرو و4 دول في الشرق الاوسط وشمال افريقيا في عُمان، الامارات ومصر والمغرب.
وقال عمر الحمامصي في مقابلة مع الـCNN بالعربية "حالياً جزء من خطة الصرف في المستقبل (تمتد) على مدى كذا عام، نحن نقوم بالتدقيق فيها حاليا وهي تتراوح بين 800 (مليون) الى مليار دولار امريكي... في اطار الـ 3-7 سنوات...(الرقم) أعلى بكثير من أي رقم صرفناه من قبل."
"الخطة المستقبلية هي خطة نمو كبيرة في كل الدول التي تحدثنا عنها وستكون أعلى بكثير من اعلى ارقام وصلنا اليها من قبل،" مشيراً الى أن الشركة ستعلن عن الخطة عند جهوزيتها في الربع الاول من العام المقبل.
وللشركة المدرجة أسهمها في البورصة السويسرية مشاريع توسعية في مصر ومونتينغرو وسويسرا وفي عُمان في منطقة بين السيفة وصلالة.
"كل عام نطرح مشاريع بمئات ملايين الدولارات منها جزء عقاري وجزء سياحي ومنها مشاريع جديدة من ناحية ادارة المدن، ملاعب غولف، مدارس أو اضافة غرف في الفنادق، ولدينا حاليا أكثر من 7000 غرفة فندقية."
وعلى الرغم من انّ الاداء السياحي لا يزال بعيداً عن المستوى الذي كان عليه في 2019 قبل الجائحة إنما "متفائلون للنظرة المستقبلية" في العامين المقبلين فمدينة الجونة الساحلية حققت في العام 2021 اكثر من نصف الايرادات التي وصلنا اليها في 2019، أفضل عام للشركة من ناحية القطاع السياحي الفندقي.
وفي الجونة، بلغت نسبة اشغال الفنادق في تشرين الاول/ أكتوبر أعلى من 70% وتوقع أن تصل نسبة إشغال الفنادق في تشرين الثاني/ نوفمبر الى أكثر من 80%.
"يكون اعتمادنا في كثير من الحالات أعلى على السوق الدولي،" مشيراً الى أن إتاحة السفر الى بعض وجهات تواجد الشركة ساهمت في تحسن القطاع الذي يختلف من مدينة لأخرى. "نحن متفائلون نسبياً ان اواخر 2022 او أوائل 2023 سنكون في نفس المستويات التي كنا عليها قبل جائحة الكورونا وهذه توقعاتنا اليوم."
وأشار الحمامصي الى ارتفاع ايرادات الشركة في النصف الاول من العام الحالي بنسبة 50% تقريباً عن نفس الفترة من العام الماضي بالاضافة الى تخطي المبيعات هامش أعلى بكثير عن أعلى عام وصلت اليه.
وتتطلب خطة الشركة التنموية زيادة في العمالة والموظفين في وجهات الشركة المختلفة لافتاً الى أن حالة من عدم اليقين لا تزال تفرض نفسها من اي تراجع قد يصيب القطاع جراء احتمال عودة كورونا. "نحن متفائلون بحذر لأننا نريد التأكد أن نسبة المخاطر لخطتنا المستقبلية من ناحية الفنادق والمشاريع السياحية قليلة."
وعن الدول الجديدة التي قد تدخل اليها الشركة قال: "نحن حاليا على اتصال مع عدد من البلدان لأنه بحكم خبرتنا على مدى 32 عاماً في اختلاق وتصميم وبناء وإدارة مدن متكاملة من لا شيء، من قطعة أرض على البحر أو الجبال، الكثير من الحكومات تتكلم معنا والسعودية هي إحدى هذه الدول وبالفعل زرنا بعض المشاريع ونحن متفائلون من العمل الذي يتم في اطار البحر الاحمر من الناحية السعودية وقد تكون هناك فرص للتبادل او الاستثمار او التعاون مع السعودية أو بلدان كثيرة أخرى ضمن خطتنا التنموية."
وقال الحمامصي إنّ القطاع العقاري شهد انتعاشاً خلال جائحة كورونا.
"الجزء الأول من 2020 كان صعباً نظراً لتأثر القطاع السياحي سلبياً ولكن ما ساعد أداء الشركة هو زيادة القطاع العقاري وقطاع إدارة المدن...كتشف الكثيرون أنهم ليسوا مضطرين ليعيشوا في مدن مكتظة سكانياً ولكن يستطيعون أن يعيشوا في الاماكن الجميلة والمدن التي نطورها."
"من هذه الناحية استفدنا...ونحن طبعاً طورنا الخدمات بحيث يستطيع الافراد الاستمتاع من كل النواحي. كان العام 2020 صعباً نسبياً ولكن 2021 عام قوي جدا وقد تكون افضل سنة في تاريخ اوراسكوم للتنمية الى الآن."
وتولي الشركة اهتماماً كبيراً بالاستدامة وحماية البيئة وقال الحمامصي إن الشركة تشغل مشروعها في أنديرمات السويسرية على الطاقة المائية وتوربينات الرياح بالكامل وتولد التدفئة من قطع الخشب كما تقوم بإعادة تدوير كل النفايات في الجونة وتنتج جزء كبير من الطاقة الشمسية.
"نحن نشجع ونتفاءل بالاستدامة وسنكمل في ذلك."
ورداً على سؤال حول ما اذا كانت الشركة تبني مدن لفئة معينة من الناس قال الحمامصي: "نحن لا نبني فقط منتجعات نحن نبني مدن متكاملة حيث يعيش فيها أشخاص من مختلف الفئات، فيها عمال وموظفين ففي الجونة مثلاً لدينا ما يقارب 10 آلاف موظف وعامل، لا نريد ان يعملوا في مكان ويعيشوا في مكان آخر نريد أن يعيشوا في نفس المدينة كي تكون مدينة حقيقية لكل الفئات المختلفة."