عمان، الأردن (CNN)-- حقق الشاب الأردني محمد سليم، حلمه بزيارة "الشام" الأسبوع الماضي بصحبة اثنين من أصدقائه برا، عبر مركز حدود جابر شمال المملكة، في رحلة سياحية مع إحدى الشركات وعدد من العائلات الأردنية لعدة أيام، وسط تسهيلات إجرائية من الجانبين الأردني والسوري.
سليم الذي يزور "الشام" للمرة الأولى في حياته، منعته سنوات الحرب عنها سابقا، وبالرغّم من تخوفات عائلته من الزيارة خشية الأوضاع الأمنية، وجد حركة سفر لافتة من الأردن إلى سوريا، لمسها على المعبر الحدودي وفي مدينة دمشق تحديدا، حيث أعيد تشغيل المركز الحدودي في 29 سبتمبر/ أيلول المنصرم بعد عدة فترات إغلاق.
وقام سليم بحسب ما روى لموقع CNN بالعربية، بزيارة عدة مناطق مثل بلودان والزبداني، مشيرا إلى أن حركة المسافرين من الأردن لم تقتصر على الأردنيين، بل جنسيات من دول الخليج أيضا.
وتتفاوت كلفة الرحلة السياحية إلى الشام، وفقا لسليم خاصة مع إقامة الفندق والتسوق، لافتا إلى أن الأسعار مرتفعة نسبيا، حيث وصلت لكل مسافر إلى ما يقارب 400 دولار، من بينها نحو 93 دولار للشركة السياحية.
وتشترط الزيارة بالعموم، الحصول على شهادة مطعوم للمسافرين والمغادرين والتسجيل للمنصة في حال المكوث داخل الأراضي السورية لعشرة أيام أو أكثر، بحسب ما أعلنت الحكومة الاردنية في وقت سابق.
وسمح الأردن، منذ إعادة تشغيل المركز، بمرور 100 مركبة يوميا بالاتجاهين، بحسب مدير مركز حدود جابر الأردني، العقيد مؤيد الزعبي مع اشتراط حصول السوريين المغادرين من الأردن والقادمين له، على موافقة أمنية مسبقة أو إذن خروج وعودة.
وأوضح الزعبي في تصريحه لـCNN بالعربية، أن هناك العديد من القادمين من سوريا يتوافدون إلى الأردن، ضمن رحلات ترانزيت للخارج، مبينا أن عددا محدودا من السوريين المقيمين على الاراضي الأردنية يغادرون إلى سوريا بلا عودة، معتبرا أن تحديد العدد بمائة مركبة، يندرج في إطار ضبط الحركة على الحدود بالمجمل.
وشهدت السوق الأردنية نموا في عدد المكاتب المرخصة للنقل الدولي من فئة الحافلات إلى الشام وغيرها من الخطوط، وكذلك مكاتب السفريات (المركبات الصغيرة)، بحسب الناطقة الاعلامية باسم هيئة النقل البري الأردنية، عبلة وشاح.
وكشفت وشاح عن تسجيل 40 مكتب نقل سفريات خارجية مرخصة بينها 26 مكتبا في العاصمة عمّان، ممن يعملون على النقل البري إلى الشام وبيروت وغيرها، وبواقع 1087 مركبة، إضافة إلى 36 مكتب نقل دولي من فئة الحافلات وبواقع 237 حافلة، إضافة إلى شركات النقل السياحية.
لكن الأردني محمد عبد الرحمن، المسؤول عن مكتب الرشيد للسفريات في منطقة العبدلي، شكا من قلة أعداد المسافرين يوميا وارتفاع كلف التحميل، لاعتبارات تتعلق باشتراط السائقين التسجيل على المنصة والسماح لهم بسفرية واحدة فقط كل 4 أيام، وكذلك منح تراخيص جديدة لحافلات لم تكن تعمل على خط عمّان الشام، وفقا له.
ويتفق السائق الشاب علي القدومي مع سابقه، بوجود معيقات تحول دون زيادة عدد الرحلات، قائلا إن صلاحية استخدام الموافقة كسائق عبر المنصة هي ليوم واحد فقط، قد لا يستطيع السائق إيجاد راكب للشام خلالها، فيما لا يسمح له بالتسجيل مرة أخرى إلا بعد انقضاء المهلة.
وقال القدومي لموقع CNN بالعربية: "أعمل على خط سفريات عمّان والشام والسعودية منذ 13 عاما، الاقبال متفاوت جدا أحيانا لا أنقل سوى راكب واحد للشام، كيف يمكن لي كسائق لدي 3 أطفال، أن أؤمن دخلا معقولا وأسدد ضمان المركبة لصاحب المكتب مع نهاية كل شهر".
وتتفاوت أجور النقل بين السفريات الخارجية للسيارات الصغيرة وحافلات النقل الدولي في رحلاتها إلى الشام، حيث تصل أجرة الراكب في الحافلة في حدها الأدنى إلى نحو 11 دولارا، مقابل 21 دولار للمركبات الصغيرة، بحسب لائحة أجور هيئة النقل.
ويرى عبدالرحمن، ضرورة في مراعاة أوضاع السفريات، قائلا: "كلفة رحلة السيارة للشام يوميا نحو 60 دينار (85 دولار)، لا يوجد أرباح وهناك مكاتب غير مرخصة، نريد زيادة أيام صلاحية تسجيل المنصة الرقابة جيدة على الحدود، في السابق كان البنزين أرخص والكلف أقل كنا نطلّع 200 سيارة في اليوم الواحد موزعة على 3 مكاتب لحد العام 2011 إلى 2014، حتى بعد العام 2018 بعد فترة إغلاق عملنا بشكل جيد".
ويعتقد عبد الرحمن، أن هناك فوضى في منح التصاريح لحافلات النقل الدولي بعد تشغيل الحدود مع سوريا، على حساب السفريات الصغيرة، مطالبا حكومة بلاده بضبط التصاريح، فيما أكدت المسؤولة وشاح للموقع أن أية مخالفات تتعلق بتراخيص النقل تعمل الهيئة على ضبطها، وأن التصاريح التي منحت لحافلات النقل كانت بعد توقف بعضها عن العمل خلال فترة إغلاق المعبر.