لندن، المملكة المتحدة (CNN)-- بعد غزو روسيا لأوكرانيا، شهدت أسعار النفط العالمية ارتفاعًا كبيرًا. منذ أكثر من أسبوع بقليل، قفز خام برنت فوق 139 دولارًا للبرميل. حذر المحللون من أن الأسعار قد تصل إلى 185 دولارًا، ثم 200 دولار، مع تجنب التجار النفط الروسي، مما أدى إلى ارتفاع التضخم وزيادة الضغط على الاقتصاد العالمي.
لكن حصل انعكاس سريع منذ ذلك الحين. تراجعت العقود الآجلة لخام برنت، المعيار العالمي، ما يقرب من 30٪ من ذروتها. واستقرت عند أقل من 100 دولار للبرميل للمرة الأولى هذا الشهر بعد أن فقدت 6.5٪ أخرى يوم الثلاثاء.
الأسهم تأثرت بهذه الأخبار أيضا، حيث ارتفع مؤشر داو جونز بنحو 600 نقطة أو 1.8٪ يوم الثلاثاء. كما ارتفع مؤشرا S&P 500 و Nasdaqبنسبة 2.1٪ و 2.9٪ على التوالي.
ما الذي يحدث: كان التراجع الحاد غير المعتاد مدفوعًا بآمال بأن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة يمكن أن تعززا إنتاج النفط، وأن الطلب من الصين قد ينخفض بسبب قيود فيروس كورونا الجديدة في المدن الكبرى. هذا من شأنه أن يخفف الضغط على السوق.
ومع ذلك، يحذر المحللون من أننا لم نخرج من المأزق بعد. لا يزال تداول النفط أعلى بكثير من تكلفة إنتاجه، ومن المرجح أن تستمر التقلبات الشديدة في لحظة من عدم اليقين الكبير.
قال بيورنار تونهوغين، رئيس أسواق النفط في "ريستاد إنرجي": "لا أستبعد 200 دولار للبرميل حتى الآن"، مضيفا أن "الأمر قريب جدا."
بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير حيث بدأ التجار في رؤية صادرات الخام الروسية على أنها لا يمكن الاقتراب منها. أثار ذلك مخاوف بشأن كيفية استبدال هذا العرض الذي يتراوح بين 4 و5 ملايين برميل يوميًا، خاصة مع زيادة الطلب على الوقود خلال الصيف.
لكن خلال الأسبوع الماضي، بدا أن المستثمرين يفكرون فيما إذا كانوا قد ذهبوا بعيدًا جدًا وبسرعة كبيرة. قال سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، إن بلاده تريد زيادة إنتاج النفط، مما أثار الآمال في أن منظمة البلدان المصدرة للنفط، أوبك، يمكن أن تتدخل. في غضون ذلك، ما زالت روسيا وأوكرانيا تتحدثان، حتى مع احتدام الحرب.
بالإضافة إلى ذلك، فإن جهود الصين لوقف موجة جديدة من فيروس كورونا، والتي أدت إلى إغلاق مركز التكنولوجيا في شينزن والقواعد الجديدة المفروضة في شنغهاي، قد يعني أن البلاد بحاجة إلى طاقة أقل على المدى القصير. تستورد الصين حوالي 11 مليون برميل من النفط يوميًا.
وفي حين أن 100 دولار لبرميل النفط لا تزال ثمنا باهظا، إذا بقيت الأسعار في هذا النطاق، فقد يخفف ذلك من بعض المخاوف بشأن تسارع التضخم، ومن المرجح أن يتنفس صناع السياسة الصعداء.
لكن يعتقد بعض المحللين أن الاتجاه قد تم تحديده. يتوقع جيوفاني ستونوفو، المحلل في شركة للخدمات الماليةUBS ، أن يتم تداول النفط عند 125 دولارًا للبرميل بحلول نهاية يونيو. فيما يعتقد بيورنار تونهوغين رئيس أسواق النفط في "ريستاد إنرجي" أن الأسعار يمكن أن تحطم الأرقام القياسية مع استمرار الصراع. وقال "هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة".