يُعرّض الاقتصاد العالمي لأكبر أزمة إمداد منذ عقود.. روسيا قد تخسر 30٪ من إنتاجها النفطي في غضون أسابيع

اقتصاد
نشر
5 دقائق قراءة
تحذير من أكبر أزمة إمداد منذ عقود..روسيا قد تخسر 30٪ من إنتاجها النفطي
Credit: GettyImages

لندن، المملكة المتحدة (CNN)-- قد تضطر روسيا قريبًا لتقليص إنتاج النفط الخام بنسبة 30٪، والذي سوف يعرض بدوره الاقتصاد العالمي لأكبر أزمة إمداد منذ عقود، وذلك في حال لم تبدأ المملكة العربية السعودية وغيرها من مصدري الطاقة الرئيسيين بضخ المزيد.

حذرت وكالة الطاقة الدولية، الأربعاء، من أن روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط الخام في العالم قد تضطر للحد من إنتاجها بمقدار 3 ملايين برميل يوميًا في أبريل، في الوقت الذي تتخلى فيه شركات النفط الكبرى والشركات التجارية وشركات الشحن عن صادراتها والطلب يتراجع في روسيا. كانت روسيا قبل أن تغزو أوكرانيا تضخ حوالي 10 ملايين برميل من النفط الخام يوميًا، وتصدر نحو نصفها.

وجاء في تقرير وكالة الطاقة الدولية الشهري: "لا يمكن التقليل من الآثار المترتبة على خسارة محتملة لصادرات النفط الروسية إلى الأسواق العالمية". وأضافت أن الأزمة قد تحدث تغييرات دائمة في أسواق الطاقة.

قامت كل من الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا بحظر واردات النفط الروسي، مما أثر على ما يقرب من 13٪ من صادرات روسيا. لكن تحركات شركات النفط الكبرى والبنوك العالمية لوقف التعامل مع موسكو في أعقاب الغزو تجبر روسيا على عرض خامها بخصم كبير.

تخلت شركات النفط الغربية الكبرى عن المشاريع المشتركة والشراكات في روسيا، وأوقفت المشاريع الجديدة. كان الاتحاد الأوروبي قد أعلن، الثلاثاء، فرض حظر على الاستثمار في صناعة الطاقة الروسية.

قالت وكالة الطاقة الدولية، التي تراقب اتجاهات سوق الطاقة لأغنى دول العالم، إن المصافي تتدافع الآن لإيجاد مصادر إمداد بديلة. وتابعت أنهم قد يضطرون إلى تقليص نشاطهم تمامًا كما يتضرر المستهلكون العالميون من ارتفاع أسعار البنزين.

حتى الآن، هناك القليل من الاشارات المريحة. فالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة هما المنتجان الوحيدان اللذان يمتلكان طاقة فائضة كبيرة. كلا البلدين جزء من تحالف "أوبك بلس" الذي يضم 23 دولة بما فيها روسيا. تعمل "أوبك بلس" على زيادة إنتاجها الجماعي بمقدار متواضع 400 ألف برميل يوميًا في الأشهر الأخيرة، لكنها غالبًا ما تفشل في تحقيق أهدافها الخاصة.

قال سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، إن بلاده تدعم ضخ المزيد، لكن مسؤولين آخرين قالوا منذ ذلك الحين إنها ملتزمة باتفاق أوبك بلس. وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، لم تظهر الإمارات ولا السعودية حتى الآن "استعدادًا للاستفادة من احتياطياتها".

يحاول الغرب إقناع السعودية والإمارات بتغيير المسار. وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قد زار الدولتين الخليجيتين، الأربعاء، لبحث سبل زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على روسيا و"جهود تحسين أمن الطاقة وتقليل التقلبات في أسعار الطاقة والغذاء" مع قادة البلدين.

الأسواق الجامحة

كانت أسواق الطاقة العالمية متقلبة للغاية في أعقاب الغزو الروسي. فقد قفز خام برنت فوق 139 دولارًا للبرميل منذ أكثر من أسبوع بقليل. وكان المحللون قد حذروا من أن الأسعار قد تصل إلى 185 دولارًا، ثم 200 دولار، حيث تجنب التجار النفط الروسي، مما أدى إلى ارتفاع التضخم وزيادة الضغط على الاقتصاد العالمي.

لكن منذ ذلك الحين كان هناك انعكاس سريع، فقد تراجعت العقود الآجلة لخام برنت، أي المعيار العالمي، بما يقرب من 30٪ من ذروتها. واستقرت عند أقل من 100 دولار للبرميل للمرة الأولى هذا الشهر بعد أن فقدت 6.5٪ أخرى يوم الثلاثاء.

يمكن أن تساعد الأزمة في إحداث تغييرات ضخمة في أسواق الطاقة العالمية. فقد يأتي الإمداد الإضافي في نهاية المطاف من إيران وفنزويلا إذا خففت الولايات المتحدة وحلفاؤها العقوبات المفروضة على البلدين. يبدو أن المحادثات بشأن الاتفاق النووي مع إيران قد توقفت، لكن لا يزال من الممكن التوصل إلى اتفاق.

حدد الاتحاد الأوروبي في الأسبوع الماضي خططًا لخفض واردات الغاز من روسيا هذا العام من خلال إيجاد موردين بديلين، وتسريع التحول إلى الطاقة المتجددة، وخفض الاستهلاك من خلال تحسينات كفاءة الطاقة وإطالة عمر محطات الفحم والطاقة النووية.

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء، أن السعودية تجري محادثات مع بكين لتسعير بعض مبيعاتها النفطية باليوان. ومن شأن ذلك إذا حدث أن يقوض هيمنة الدولار الأمريكي في أسواق الطاقة العالمية ويعمق علاقات الرياض بالشرق.