الشراكات الاقتصادية تفتح الباب أمام السينما العربية للانتشار والعرض في أمريكا

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة
شاهد مقاطع فيديو ذات صلة
بوستر.. الأنظار تتجه نحو مهرجان البندقية، وحوار مع مخرج الفيلم التونسي "أطياف"

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  لأنها تحكي قصصنا، وتغوص في واقعنا، وتقدم الشخصيات من المنطقة العربية، تستحق الأفلام العربية أن تصل إلى جمهور أوسع، يتجاوز الحدود التي رسمت له في البدايات، فقد أصبح الجمهور الأمريكي اليوم على بعد خطوة واحدة من متابعة مجموعة من هذه الأفلام، بفضل جهود فردية وجماعية تسهم في ذلك.

واحدة من هذه الخطوات أقدمت عليها شركة MAD Solutions باتفاق أبرمته مع شركة D Street Releasing يقضي بحصولها على أسهم في الشركة الأمريكية مقابل توزيع أفلام عربية في دور العرض الأميركية بشكل مناسب.

هذا النوع من الشراكات مهم جدا في دعم توزيع الأفلام العربية، والتي عانت بشكل خاص لسنوات من هذا الأمر، كما قال علاء كركوتي وماهر دياب، الشريكين المؤسسين في MAD Solutions: “الإضافة هي تأسيس تواجد مهم وضروري للسينما العربية على المدى الطويل، هذا يحتاج إلى مثابرة ونفس طويل وصبر حتى نتمكن من تأسيس سوق مستقر للسينما العربية، لأن نجاح هذه الخطوة لا يشترط نجاحاً كبيراً للأفلام الأولى التي نوزعها في أميركا، لكن الأهم هو كيفية بناء علاقة متينة مع جمهور غير عربي، مع العلم أننا نستهدف الجمهور العربي بالضرورة. ما نحاول القيام به هو أن نجعل دور العرض تدرك أهمية الأفلام العربية، ووسائل الإعلام أيضاً، وهذا سوف ينعكس على صناعة السينما بالكامل”.

وخلال السنوات الماضية، عرضت مجموعة من الأفلام العربية في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها لم تحقق بالضرورة النجاح المرجو، وهو ما يؤكده كركوتي ودياب في حوار مع CNN بالعربية: “السوق الأمريكي عشوائي جداً، لا توجد معايير أو مقاييس تصف هذا السوق، لا يوجد استقرار، والأمر معتمد على الصدف، ومن النادر أن يحقق فيلم عربي إيرادات كبيرة جداً. الأفلام التي وصلت إلى ترشيحات الأوسكار مثل الفيلم التونسي الرجل الذي باع ظهره والفيلم الأردني ذيب حققت أرقاماً معقولة، لكن هذا لا يعني أن هناك سوق للأفلام العربية هناك”.

وعن آلية اختيار الأفلام التي ستعرض في الولايات المتحدة الأمريكية، قال كركوتي: “اختيار الأفلام يعتمد على تنوع في الجنسيات والموضوعات، وتم هذا الاختيار بالمشاركة مع الشريك الأميركي D Street Releasing وهم من ذوي الخبرة الكبيرة في السوق الأميركي، ورأيهم ضروري في هذا الموضوع. الدفعة الأولى من الأفلام اختيار نموذجي بسبب تنوع وخصوصية موضوعاتهم”.

وعما إذا كانت هذه التجربة ستتكرر في مناطق ودول أخرى، قال دياب: “هذه أول مرة يحدث فيها شراكة بين شركة عربية وشركة أميركية لتوزيع أفلام عربية. قد يحدث من حين لآخر التعاقد بين شركات عربية وأجنبية من أجل التوزيع أو المبيعات، لكن شراكتنا هنا تستهدف المدى الطويل والتخصص في توزيع الأفلام العربية، ضمن استراتيجية تحتاج الصبر والنفس الطويل.

وستقوم الشركة بتوزيع 7 أفلام عربية في أمريكا سنوياً، وستبدأ هذا العام بأفلام من 4 دول عربية، هي الأردني بنات عبد الرحمن للمخرج زيد أبو حمدان، وهو الفيلم الفائز بجائزة الجمهور في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وسان دييغو للفيلم العربي، والمصري برا المنهج للمخرج عمرو سلامة الذي كان عرضه العالمي الأول في ختام الدورة الأولى من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، والتونسي أطياف للمخرج مهدي هميلي الذي عُرض بمهرجانات دولية مثل لوكارنو وزيوريخ. بالإضافة إلى مشروعي فيلمي الرعب السعوديين العزيف للمخرج محمد اليوسف، وطارد الجن الأخير المأخوذ عن سلسة كوميكس لمخرجه عاصم الطخيس.