لماذا قد لا يكون لدى أوبك الجواب على ارتفاع أسعار النفط؟

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة
صورة أرشيفية لمنشأة تابعة لشركة أرامكو السعودية في مدينة الدمام
Credit: HASSAN AMMAR/AFP via Getty Images

تقرير من إعداد نادين إبراهيم، ضمن نشرة الشرق الأوسط البريدية من CNN. للاشتراك في النشرة (اضغط هنا)

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)--  تنتظر الدول المستهلكة للنفط بفارغ الصبر أن تجتمع منظمة أوبك مجددا، هذا الأسبوع لتقرير ما إذا كانت ستضخ مزيدا من النفط الخام في السوق لترويض الأسعار الجامحة.

فبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، ارتفع النفط إلى أعلى مستوى في 14 عاما، وتراجعت الأسعار بشكل طفيف منذ ذلك الحين واستقرت العقود الآجلة لخام برنت عند حوالي 113 دولارًا للبرميل حتى يوم الاثنين، لكن الدول الغربية تضغط على الدول النفطية لمواصلة إضافة المزيد من النفط إلى السوق.

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية "أ.ف.ب" أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا منتجي النفط، الاثنين، إلى زيادة الإنتاج بكميات "استثنائية".

لكن عندما يجتمع مصدرو النفط لاتخاذ قرار بشأن زيادة الإنتاج، سيتعين عليهم مراعاة الركود العالمي الذي يلوح في الأفق، والذي يهدد بخفض الطلب على نفطهم الخام وتقليل قدرتهم على التحكم في سعره.

ومع قيام البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم، حذر الاقتصاديون من احتمال حدوث انكماش اقتصادي عالمي في الأشهر الـ18 المقبلة.

ولفت محللو "سيتي غروب"، في مذكرة، الأربعاء الماضي، في تقييم لمسار النمو العالمي خلال الأشهر الـ18 المقبلة الركود، إلى وجود "خطر ملموس بشكل متزايد" على الاقتصاد.

ويقول الخبراء إن منتجي النفط لا يمكنهم استباق الانكماش بضخ المزيد، وإنه إذا حدث ركود، فإن إضافة المزيد من البراميل تخاطر بتحطيم أسعار النفط الخام وإلحاق الضرر باقتصاداتها.

والدول الوحيدة القادرة على ضخ المزيد من النفط هي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وقد قالتا إن سوق النفط متوازنة ولا داعي لإنتاج المزيد.

والسعودية والإمارات معا لديهما القدرة على إضافة 2.5 مليون برميل يوميا.

وقال يوسف الشمري، الرئيس التنفيذي ورئيس أبحاث النفط في شركة CMarkits في لندن، إن منتجي النفط يدركون أن التأثير الاقتصادي لارتفاع الأسعار لم يشعر به السوق بعد، وهم يتصرفون وفقًا لذلك.

وذكرت أمينة بكر، كبيرة مراسلي Energy Intelligence لدى أوبك، إن منظمة أوبك وحدها ليس لديها القدرة على تجنب الركود، وقالت: "أعتقد أن الركود لا يمكن تجاوزه... حالة الاقتصاد لا يمكن أن تستمر، في مرحلة ما يجب أن يكون هناك انهيار وإعادة ضبط".

ووافقت أوبك خلال اجتماعها الأخير في الثاني من يونيو/ حزيران بالفعل على زيادة الإنتاج بمقدار 648 ألف برميل يوميا في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب ارتفاعا من المستوى المتفق عليه في البداية عند 432 ألف برميل يوميا حتى سبتمبر/ أيلول.

وبينما يستعد الرئيس الأمريكي جو بايدن لزيارته إلى المملكة العربية السعودية في منتصف يوليو، كانت هناك تكهنات بأن الرياض قد تضيف المزيد من البراميل كبادرة حسن نية.

وقال الشمري: "ستكون بادرة طيبة من شأنها أن تساعد في السيطرة على التضخم في الولايات المتحدة على المدى القصير".

لكن السعودية، المنتج الذي يمتلك أكبر طاقة فائضة، دقت ناقوس الخطر بشأن تقلص قدرة الدول النفطية على الاستمرار في ضخ المزيد من النفط.

ونقلت وكالة "بلومبرغ" في مايو/ أيار عن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان قوله: "على العالم أن يستيقظ على واقع قائم أن طاقة العالم تنفد على جميع المستويات".