دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبحث الناس في جميع أنحاء العالم عن طرق لحماية أنفسهم من تأثير التضخم المرتفع، والأثرياء ليسوا استثناءً.
قال نونو ماتوس، الرئيس التنفيذي للثروة والخدمات المصرفية الشخصية في HSBC لـCNN إن المستثمرين حول العالم "ليسوا بالنشاط المعتاد"، حيث يتطلع الكثيرون لبيع ما يرونها رهانات أكثر خطورة و"شراء المزيد من الحماية لمحافظهم الاستثمارية".
وقال ماتوس في مقابلة الاثنين: "نرى العملاء يجلسون قليلاً على الهامش"، مضيفًا أن الكثيرين قد تحولوا إلى السندات وهم يبحثون عن بعض "الاستقرار".
وأضاف: "هناك عنصر واحد مشترك قلقون بشأنه جميعًا".
يضع التضخم ضغوطًا هائلة على الأسر في جميع أنحاء العالم حيث تكافح مع ارتفاع تكاليف المعيشة، فضلاً عن الضغط على أرباح العديد من الشركات. تتباطأ الاقتصادات، وتتصاعد مخاوف الركود.
تعاني الأسهم أيضًا نتيجة لذلك، لقد انخفضت الأسواق العالمية بأكثر من 20٪ حتى الآن هذا العام.
يبلغ معدل التضخم السنوي في الاتحاد الأوروبي 9.1٪، بينما ما زال 8.3% في الولايات المتحدة. سجل التضخم في المملكة المتحدة مؤخرًا أعلى مستوى له منذ 40 عامًا قبل أن ينخفض بشكل طفيف إلى 9.9٪ الشهر الماضي. كذلك تشهد أجزاء من آسيا ارتفاعا في الأسعار.
أدى ذلك وفقًا للبنك الدولي إلى قيام البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة "بدرجة من التزامن لم نشهدها خلال العقود الخمس الماضية".
أخبر ماتوسCNN كيف أن أكبر بنك في أوروبا يقدم المشورة لعملائه، الذين يشملون مستثمرين من أصحاب الثروات الصافية العالية والمستثمرين الأفراد، للعب دور الدفاع.
بالنسبة للمبتدئين، فإن التنويع -أحد القواعد الذهبية للاستثمار منذ فترة طويلة- لم يعد الآن أمرًا جيدًا فقط ولكنه "إلزامي"، كما قال المدير التنفيذي.
كما اقترح على المستثمرين البحث عن الأسهم "ذات القيمة" مقابل الأسهم ذات "النمو"، مع إعطاء الأولوية بشكل أساسي للشركات الكبيرة ذات الحصة السوقية الثابتة والمدفوعات الصحية للمساهمين على الشركات الأخرى سريعة النمو.
وقال ماتوس إنه حتى مع قيام العديد من الأشخاص ببيع الأصول، "فأنت تريد الاستمرار في الاستثمار"، مشيرًا إلى الآثار السلبية للاحتفاظ بالنقد خلال فترة تضخم عالية.
وقال المصرفي أيضًا إن فريقه كان متفائلًا بسبب قوة الدولار الأمريكي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى شعوره بأن الاقتصاد الأمريكي كان "يتغلب على العاصفة بشكل أفضل على سبيل المثال من الاقتصاد الأوروبي". ارتفع الدولار الأمريكي ليقترب من أعلى مستوى له منذ 20 عامًا، بينما تراجعت العديد من العملات الأخرى.
قال ماتوس أيضًا إنه يمكن للمستثمرين استخدام هذا الوقت للوصول إلى الاتجاهات التي أصبحت أكثر أهمية والتي ستبقى قائمة، مثل الطلب على استقلال الطاقة وحلول سلسلة التوريد.
وتوقع أن يستمر نمط الاحتفاظ الحالي بين المستثمرين حتى منتصف العام المقبل، عندما يكون لدى الأسواق فهم أفضل لكيفية استقرار أسعار الفائدة والحصول على "مساحة للتنفس".