فيروس كورونا ووهان لم يؤثر فقط على البشر، بل على الاقتصاد العالمي أيضاً.
إذ يشير العديد من المحللين إلى أن الأوبئة لا تؤذي الأسهم عادة على المدى الطويل، إذ في الحقيقة، ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 26% في العام 2003، في ذروة تفشي مرض السارس في آسيا. لكن سارس أبطأ الاقتصاد الصيني، والاقتصاد العالمي نتيجة لذلك.
تقدر أوكسفورد إيكونوميكس أن تكلفة سارس الإجمالية بلغت حوالي 60 مليار دولار، أي جزء صغير من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
إذاً، هل سيكون فيروس كورونا أسوأ؟ إذ سبق له وأن قتل المئات وأصاب أعداد أشخاص أكثر من السارس.
اليوم، يعد دور الصين في الاقتصاد العالمي أكبر بكثير مما كان عليه في العام 2003.
آنذاك، شكلت الصين حوالي 4% فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بينما تشكل اليوم أكثر من 16%، إضافة إلى أن المستهلك الصيني أصبح أكثر ثراء اليوم، ولذا فإن تباطؤ إنفاقه يؤثر على صناع السلع الفاخرة، ناهيك عن الشركات متعددة الجنسيات الكبيرة التي تعمل في الصين، مثل ستارباكس وماكدونالدز، وشركات الطيران التي أوقفت رحلاتها إلى البلاد.
الآن، خفضت البنوك توقعاتها للنمو الاقتصادي الصيني.
ولكن، ماذا عن بقية العالم؟
يقول البنك الاحتياطي الفيدرالي إنه يراقب الأمر، حيث قال جيرومي بويل، رئيس الاحتياطي الفيدرالي إن من الواضح أنه سيكون هناك آثار على الأقل في المدى القريب بالنسبة للإنتاج الصيني، وأعتقد أيضاً بالنسبة لبعض جيرانها المقربين، وعلينا فقط أن نراقب لنرى ما هو التأثير العالمي.
أما بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، تحذر غولدمان ساكس بأن فيروس كورونا يمكن أن يقلص الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بنسبة 0.4% في الربع الأول.
كما أن أسواق الأوراق المالية متأثرة بلا شك، مع سؤالين كبيرين لا يزالان دون أجوبة: كم سيستمر التفشي؟ وكم من شخص سيصيب؟