في أكتوبر 2018، سقطت رحلة طيران ليون اير 610 في إندونيسيا، ليقتل 189 شخصاً من الركاب وأفراد الطاقم. في مارس 2019، سقطت رحلة الطيران الإثيوبي 302 في إثيوبيا، ليقتل 157 شخصاً من الركاب وأفراد الطاقم.
بالنسبة لبوينغ، الشركة المصنعة للطائرات، فإن هذه الحوادث بدأت عملية نتج عنها حظر طيران أسطول 737 ماكس، وبحسب توقعاتها الخاصة، فإن ذلك أحدث خسائر بقرابة 19 مليار دولار حتى نهاية يناير هذا العام. لكن بوينغ ستتجاوز الأمر، وإليكم الأسباب.
واجهت بوينغ مشاكل مماثلة مع طائراتها الجديدة. في أواسط الستينيات، سقطت 4 طائرات بوينغ 727S. اثنتان منهما سقطتا على بعد 3 أيام من بعضهما. لكن لأن أسباب الحادثين كانت نتيجة لخطأ بشري، فإن الطائرة لم يحظر طيرانها وأصبحت ناجحة جداً.
بعدها أتت طائرة 787 دريملاينر، التي حظرت طيرانها وكالة الطيران الفيدرالية الأمريكية في 2013 بعد حوادث متعددة اشتعلت فيها بطاريات الليثيوم.
في حالة طائرة 737 ماكس، فإن بوينغ اعترفت أن كلا الحادثين كانت بسبب نظام تعزيز خصائص المناورة الجديد (إمكاس)، الذي أجبر الطائرة على الهبوط بمقدمتها بسبب قراءات الحساسات المعطلة. نتائج الحوادث كانت كبيرة بالطبع، لكن هل هي كافية للإطاحة بالشركة؟ ليس كذلك بالطبع.
بوينغ هي أكبر شركة أمريكية مصدّرة، وهي توظف أشخاص أكثر من عدد سكان مدينة كانساس. في عام 2017 لوحده، أنفقت الشركة قرابة 60 مليار دولار، مع 13 ألف مورّد من 57 دولة وجميع الولايات الـ50.
كل اسطول طائرات طيران ساوث ويست يتكون من بوينغ، والأمر مماثل لطيران ريان، بجانب ثلاثة أرباع اسطول طيران اليابان. وباختصار، إذا سقطت بوينغ فإن نتائج ذلك ستكون وخيمة.
دفاتر الطلبات لبوينغ ممتلئة، وليس من الوارد أن ينتقل زبائنها إلى منافسها البارز الوحيد، أيرباص، لأنهم سيكونون في مؤخرة الزبائن. الانتظار في ذلك الطابور لوحده، اعتباراً من ديسمبر 2019، توقف عند 7.5 ألف طائرة. سيتطلب الأمر 8 أعوام لإنهائها، استناداً على معدلات إنتاج العام المنصرم.
لكن استعادة الثقة التي فقدت في بوينغ سيتطلب بعض الوقت، وفي الوقت الراهن فإن المشرعين في كلا جانبي الأطلسي قالوا إنهم يرون اقتراب نهاية حظر طيران طائرة 737 ماكس في النصف الأول من عام 2020.
تلقت بوينغ دفعة أيضاً من نجاح الرحلة الوحيدة لأكبر طائرة ذات محركين في العالم 7779X، الأمر حدث في أواخر يناير 2020. ومن الواضح أن أوضاع بوينغ متدنية، لكنها لم تخرج من المعادلة بكل تأكيد.