كان قطاع السياحة في الصين يزدهر، مع سفر الصينيين إلى مناطق قريبة وبعيدة أيضاً. لكن كل ذلك توقف في يناير الماضي بعد ظهور فيروس كورونا في البر الرئيسي في الصين، محولاً المواقع السياحية البارزة إلى مدن أشباح.
ومع انتشار الفيروس دولياً فإن آثاره يُشعر بها حول العالم. فمجموعات السياحة تلغي الرحلات مع انخفاض الطلب، والأمر مماثل في المنافذ الدولية، بما في ذلك إيطاليا، والشركات توصي موظفيها بتفادي السفر إلى المناطق المتأثرة.
تترأس جاين سون موقع trip.com، وهي أكبر شركة سياحية إلكترونية في الصين. كونها المديرة التنفيذية، فإنها تسافر إلى الخارج كثيراً، لكنها ممنوعة من السفر هذه الأيام كما هو حال العديد من مواطنيها. تقول سون "بعدما عدت إلى الصين فإن هناك الكثير من البلدان التي لم أتمكن من زيارتها إلا في حال حجرت نفسي صحياً لمدة 14 يوماً".
وقد تنازلت trip.com عن رسوم إلغاء الحجوزات لزبائنها، وتقول سون إن الشركة لا تزال تحسب الأرقام لكن الأشهر القليلة الأولى لعام 2020 ستكون موجعة، مشيرة إلى أن "التأثير في هذا الربع قد يكون كبيراً".
ينفق السياح الصينيون مبالغ أكثر من غيرهم في الخارج، وبدونهم فإن المواقع الدولية، بما في ذلك هونغ كونغ، ستعاني. إذ يقدر أحد الخبراء بأن تفشي فيروس كورونا سيقلل الرحلات الخارجية بمعدل 25 مليون رحلة من قبل المسافرين الصينيين هذا العام. ما قد يزيل 73 مليار دولار من الإنفاق الصيني. أما الفنادق وخطوط الطيران فقد بدأت برصد الخسائر.
فمن جانبها، قالت فنادق هيلتون وانتر كونتيننتال وماريوت إنها ستخسر ملايين الدولارات، وخطوط الطيران الدولية قد تخسر 113 مليار دولار.
ومن ثم هناك الجولات البحرية السياحية. فهذه الصناعة دخلت في أزمة بعد ربط أكثر من 700 حالة إصابة بفيروس كورونا وحالات وفاة متعددة بسفينة دياموند برينسيس. وتعتبر الصين وآسيا تحديداً سوقاً رئيسية لهذه الجولات السياحية.
وبحسب إنغريد ليونغو مديرة إحدى شركات للسياحة البحرية في هونغ كونغ، فإن نسبة الحجوزات الجديدة "انخفضت لدينا بنسبة 95٪"، مشيرة إلى أن لديها خططاً بديلة بعدم "استهداف المبيعات خلال الربع الثاني أو الثالث، لتكون في الربع الرابع أو حتى بعد ذلك".
لكن حتى بعد انتهاء التفشي، فإن الأمر سيستغرق أشهراً حتى يعود قطاع السياحة إلى مستواه الطبيعي. وحتى ذلك الوقت فإن الأعداد القليلة من الناس ممن يخرجون سيحظون بالانفراد في المناطق السياحية الأيقونية.