مع طلب فلاديمير بوتين بتحرك قوات إلى أوكرانيا، اضطربت الأسواق العالمية. الأسواق الأوروبية تراجعت، بعد بيع حاد، كما تراجعت الأسواق في آسيا، إضافة إلى تراجع عقود داو الآجلة.
وأدى هوس بوتين بأوكرانيا إلى تراجع الأسواق المالية الأسبوع الماضي، حيث خسر مؤشر داو وحده أكثر من 650 نقطة في الأسبوع المنصرم، أو ما يقرب من 2٪.
لكن رد الفعل الأكبر كان في أسواق النفط، إذ قفزت أسعار النفط الخام الأمريكية أكثر من 5٪، بينما وصلت أسعار النفط الخام العالمية إلى ما يقرب من 100 دولار للبرميل.
وتعتبر روسيا المنتج الثاني للنفط والغاز الطبيعي في العالم، وقد يؤدي أي انقطاع في التوريد بسبب القتال أو العقوبات إلى زيادة أسعار النفط العالمية.
هذا يعني تأثيرًا مباشرًا على عدة أسواق في العالم، من بينها الولايات المتحدة، حيث قفزت أسعار النفط هناك لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ 7 سنوات، فالمعدل يتجاوز 3.50 دولارات للجالون الواحد، بزيادة 20 سنتًا في الشهر الماضي.
لكن الأمر لا يتعلق بمضخات الوقود فقط، إذ من المتوقع أن ترتفع جميع تكاليف الطاقة وتدفئة المنازل والكهرباء ووقود الطائرات وتكاليف الأعمال والنقل الأخرى، مما سيؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلك.
وتقدّر إحدى التحليلات أنه إذا وصل سعر النفط إلى 110 دولارات للبرميل الواحد، فمن المتوقع أن يتجاوز معدل التضخم 10٪ في أمريكا، وقد يؤدي ذلك إلى الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لرفع معدل الفائدة للحد من هذا التضخم.
هذا يزيد من تكاليف الاقتراض على الجميع هناك، ما يعني أن إصلاح مشكلة التضخم ستأتي بمشكلة أخرى، وهي تكاليف الاقتراض الأعلى.