زواج الأشخاص مثليي الجنس بين سندان التشريع ومطرقة الفوبيا

منوعات
نشر
5 دقائق قراءة
زواج الأشخاص مثليي الجنس بين سندان التشريع ومطرقة الفوبيا
Credit: Justin Sullivan/Getty Images

تطغى الصورة النمطية لأعوام الستينيات في المخيلة الشعبية على أنها عقد من "الحب الحر" و"التحرر الجنسي"، ولكن في وقت متأخر من العام 1967، فإن العلاقة بين الأشخاص مثليي الجنس في بريطانيا، كانت تعرض هؤلاء لخطر الاعتقال، والسجن، والإذلال.

وحتى بعد إلغاء تجريم المثلية الجنسية في بريطانيا وويلز في تلك الفترة، فإن الأشخاص مثليي الجنس في اسكتلندا اضطروا إلى الانتظار حتى العام 1980 لاكتساب الحق ذاته، فيما اضطر أولئك الأشخاص في إيرلندا الشمالية إلى الانتظار فترة عامين آخرين.

وبعدما مر حوالي 46 سنة، فإن مجلس العموم البريطاني اتخذ خطوة تاريخية أخرى نحو منح المساواة الكاملة للأشخاص مثليي الجنس من خلال التصويت لصالح مشروع قانون من شأنه أن يعطي هؤلاء الحق في الزواج. أما الشراكات المدنية، التي تمنح الأشخاص مثليي الجنس الحقوق القانونية ذاتها مثل الأشخاص المتزوجين، فقد سمحت بها بريطانيا منذ العام 2005.

ويعتبر زواج مثليي الجنس، أمراً قانونياً في ثماني دول أوروبية، من بينها هولندا، واسبانيا، والأرجنتين، وكندا، وجنوب أفريقيا، وبعض الدول في البرازيل.

وفي الوقت ذاته، فإن قضية حقوق مثليي الجنس في الولايات المتحدة، حيث شرعت تسع ولايات أمريكية والعاصمة واشنطن زواج مثليي الجنس، حصلت على تأييد تاريخي من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه لتنصيب ولاية ثانية، إذ قال إن "رحلتنا ليست كاملة حتى يتم التعامل مع الإخوة والأخوات المثليين مثل أي شخص آخر وفقا للقانون لأننا إذا كنا متساوون حقا، فمن المؤكد أن الحب الذي نلتزم به لبعضنا البعض يجب أن تكون على قدم المساواة أيضا ."

ومع استطلاعات الرأي الأخيرة في كل من بريطانيا وفرنسا والتي أشارت إلى وجود أغلبية كبيرة تدعم حقوق الزواج المتساوية للأشخاص مثليي الجنس، فإن المتحدثة باسم لجنة حقوق الإنسان الدولية للمثليين والمثليات روبرتا سكلار، قالت لشبكة CNN: "لقد شهدنا زيادة بالزخم نحو تشريع المساواة في الزواج" وأضافت أن "الحب هو تجربة عالمية، وفي كثير من الأماكن يتساوى الحب والزواج، لذا عاطفيا، فإن الأشخاص يفهمون الحب والزواج بهذه الطريقة."

ودفع هذا الزخم أيضاً إلى زيادة التضامن الدولي بين مجموعات تناضل من أجل حقوق مثليي الجنس، وفقاً للمتحدثة باسم جمعية "ستونوول" الخيرية في بريطانيا أندي واسلي.

وأضاف واسلي لشبكة CNN: "نحن نعمل جنباً إلى جنب مع المنظمات في جميع أنحاء العالم للمساعدة في تحدي فوبيا المثلية الجنسية، وقدمنا المشورة لناشطين في دول مثل كرواتيا وسلوفاكيا، والتي تتطلع إلى الاستفادة من التقدم الذي حققناه على مستوى المساواة في بريطانيا."

وأشار واسلي إلى أن "زيادة الاعتراف والوعي بمبادئ حقوق الإنسان العالمية من خلال مؤسسات مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي قد خدم أيضا هدف الناشطين المطالبين بحقوق مثليي الجنس، موضحاً أن إعلان الأمم المتحدة العالمي لحقوق الإنسان يعترف "بالحقوق المتساوية لجميع البشر."

من جهة ثانية، يحذر ناشطون من أن التركيز على التقدم نحو زواج مثليي الجنس في الدول الغربية يواجه مخاطر تشتيت الانتباه للجهود الأكثر إلحاحاً لضمان حقوق الإنسان الأساسية للأشخاص مثليي الجنس في مناطق كثيرة حول العالم، حيث ما زال الشذوذ الجنسي يعتبر غير قانونياً، فضلاً عن تجذر فوبيا المثلية الجنسية."

ولكن، بينما يتأثر ناشطو حقوق مثليي الجنس على نحو متزايد بالشعور بالإلهام من الخارج، فإن خصومهم أيضاً يعمدون إلى التعبئة على نطاق دولي، وكثير من هؤلاء يجمعهم الإيمان الديني.

ويجادل معارضو زواج الأشخاص مثليي الجنس أن حجة المساواة التي أدلى بها الناشطين المطالبين بحقوق مثليي الجنس تعتبر كاذبة، فضلاً عن وجود مخاطر اجتماعية حقيقية للمشاركة في إعادة تعريف مفهوم الزواج بطريقة أوسع من الاتحاد التقليدي بين الرجل والمرأة.

وقال المتحدث باسم مجموعة ضغط الأصوات الكاثوليكية أوستين أيفيريخ لشبكة CNN إن "لا أحد يريد أن ينظر إليه باعتباره ضد المساواة، وأن مجموعة الضغط المرتبطة بالأشخاص مثليي الجنس كانت فعالة جدا بتأطير الحجة، ومعادلتها بإنهاء العبودية".

وأوضح أيفيريخ أن "الزواج في المجتمع الغربي جرت العادة على فهمه أنه مؤسسة زوجية مع الاختلاف الجنسي في عمقها". وأكد أن "السماح للأشخاص من الجنس ذاته بالزواج يعتبر تقليلاً من أهمية الزواج وسوء فهمه بأنه مجرد علاقة بين شخصين."

سيمون هوبر عمل صحافياً لتغطية الأخبار الدولية والسياسية والرياضية لعدة وسائل إعلامية من بينها CNN، والجزيرة.