عن كمال حمادة.. اللبناني الذي طارده الموت إلى مطعمه في كابول

منوعات
نشر
4 دقائق قراءة
عن كمال حمادة.. اللبناني الذي طارده الموت إلى مطعمه في كابول
لافتة علقت فوق سطح المطعم اللبناني الذي تعرض لهجوم تفجيري قبل يومين، تبدو من خلال نافذة مكسورة عبر الشارع في كابول في 19 كانون الأول/يناير العام 2014. Credit: JOHANNES EISELE/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كانت أفضل كعكة شوكولاتة تناولتها في العاصمة الأفغانية كابول في زاوية بعيدة وسرية بالقرب من المنطقة الدبلوماسية في المدينة.  

أما كمال حمادة، وهو صاحب المطعم اللبناني المعروف والمحبوب "تافيرنا دو ليبان"، فحرص على حصول كل زائر لمطعمه على قطعة من الكعكة على حساب المحل.

ويوم السبت، هاجمت حركة "طالبان" المطعم اللبناني في العاصمة الأفغانية، حيث فجر انتحاري نفسه بحزام ناسف، فيما اقتحم شخصان آخران المطعم، وأطلقا النار على من بداخله، ما أسفر عن مقتل 21 شخصا، 13 من بينهم أجانب. وكان كمال واحداً من هؤلاء.

ورغم أن "تافيرنا" يلتزم بروتين أمني كغالبية المؤسسات والمطاعم في كابول، حيث يدق الزوار على الباب، قبل أن  يفتح الحارس الأفغاني العين السحرية لإلقاء نظرة، ويسمح إليهم بالدخول بعد تفتيشهم، على بعد مسافة قصيرة من مدخل الباب المعدني، إلا أنه على عكس العديد من المؤسسات الأخرى التي يزورها الأجانب في كابول، فإن "تافيرنا" كان لديه باباً واحداً ، ويفتقر إلى ممر طويل بعيداً عن الشارع، ما جعل المطعم وصاحبه بحسب الخبراء الأمنيين من بين الأهداف السهلة.

 ويبدو أن كل من عاش في كابول، لديه قصة مميزة عن كمال، إذ لجأ أصدقائه، وأسرته، والزبائن المعتادين على زيارة المطعم اللبناني، إلى وسائل الإعلام الاجتماعية للتعبير عن شعورهم بالقلق.

وكتبت العاملة في إحدى منظمات التنمية أونا مور بتغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" "أي كلمة عن كمال ، صاحب "تافيرنا، أو موظفيه؟"

 ومنذ أن أكدت السلطات الأمنية الأفغانية وفاة كمال، انتشرت الصور على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إذ شارك الأشخاص الذين عرفوا كمال وزاروا مطعمه بذكرياتهم. وامتلأت ألبومات الصور بعناوين "تافيرنا"، حيث أظهرت أشخاصاً يبتسمون، ويجتمعون حول طاولات خشبية طويلة.

 أما كمال، فمثل غالبية الليالي التي كان فيها في البلاد، كان يتجول في مطعمه حاملاً سيجارة بيده، أو جالساً في مكتبه على الأرجح في وقت الهجوم.

 وكان كمال يعيش فوق مطعمه اللبناني، مراقباً بشغف قلي الفلافل، والموظفين والزوار. وبالنسبة إلى الكثير من الأشخاص، فإنه من الصعب أن نصدق أن شخصاً أحب كابول كثيراً، وكان جزءاً من كابول التي نحبها، أصبح ضحية في هجوم مميت.

ويتميز مطعم كمال بتوفير عشاء هادئ أو لقاءات صاخبة بعد يوم عمل طويل. وكانت كابول، المعروفة للدبلوماسيين الأجانب،  وعاملي الاغاثة والصحافيين، تعتبر مكاناً آمناً نسبياً بالمقارنة مع بقية البلاد.

 ويعود حدث مشابه واحد فقط إلى الذهن في السنوات الأخيرة، إذ فجر انتحاري نفسه في إحدى المراكز التجارية التي كانت تعج بالمغتربين والطبقة المتوسطة من الأفغانيين على حد سواء في كانون الثاني/يناير العام 2011. ولكن بعد مرور عدة أسابيع، تلاشى هذا الحدث في ذاكرة المدينة، وأصبح  مجرد لحظة عنف مرت مثل غيرها من الأحداث الدموية.

 ولكن، يبدو هذا الهجوم مختلفا بمعانيه، ربما ليس للمدنيين الأفغان الذين عاصروا هجمات مماثلة على مدى العقد الماضي، إنما بالنسبة إلى الأشخاص الذين يعيشون في أفغانستان ويحبون هذا البلد. هذه الحادثة، ستغير بشكل حتمي أمراً ما.