دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كيف تكون حياة العمال الأجانب الذين يبنون ناطحات السحاب في دبي؟
سؤال قد تكون أجابت عليه جماعات حقوق الإنسان التي لفتت الانتباه مراراً وتكراراً إلى تدني الأجور والظروف المعيشية للعمال الأجانب في الإمارة، (غالبيتهم من جنوب وجنوب شرق آسيا). أما الفيلم الوثائقي الجديد "بطل المخيم" والذي افتتح في دور السينما في دبي خلال الأسبوع الحالي، فشكل محاولة لمعرفة تفاصيل الحياة اليومية للعمال ما وراء مواقع البناء.
وغالباً ما يعاني الكثير من العمال المهاجرين إلى المدينة من العزلة النسبية وطقس الصحراء القاسي، حتى يتمكنوا من إرسال الأموال إلى الوطن، وإلى أطفالهم الذين ينتظرون رسوم المدرسة، أو بناتهم اللواتي ينتظرن جهاز الزواج .
ويروي "بطل المخيم" قصة هؤلاء العمال من خلال مسابقة الغناء السنوي التي تقام سنوياً في مخيمات العمال في دبي. وتوفر إليهم المسابقة التي تسمى باللغة الهندية "كامب كا شامب" فترة قليلة من الراحة، وفرصة لكسب جوائز نقدية.
وقال أحد العمال المتسابقين الذين ظهروا في الفيلم إن "المال الذي أرسله إلى عائلتي هو الوسيلة الوحيدة لتغطية نفقاتهم. لم يكن الأمر سهلاً. أحيانا أشعر أنه ليس لدي حياة."
وتعتبر شركة المعاملات المالية "ويسترن يونيون" الراعي الرسمي للمسابقة. ووفقا لما قاله المدير الإداري في شركة "رايت تراك" للإعلانات والتي تعتبر الجهة الراعية للمسابقة روبا فينود، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل واحدة من أكبر الأسواق للشركة لتحويل الأموال.
أما بطريقة مشابهة لبرنامج "أمريكان أيدول" مع خلطة بوليوودية، فإن مسابقة "بطل المخيم" اعتبرت ذات شعبية متزايدة على مر السنوات. وقد تم اختبار مائة متنافس منذ أن بدأت المسابقة في العام 2006. وفي العام الماضي، سجل ثلاثة آلاف عامل في المسابقة.
ويحصل الفائز بالمركز الأول على حوالي 2722 دولار، فيما يحصل الأشخاص الآخرين على أجهزة التلفاز والأجهزة المنزلية.
ورغم أن مخيمات العمال قد تعتبر موضوعاً حساساً في دبي، إذ يعيش العديد من المغتربين حياة الرفاهية على حساب العمال المهاجرين إلى المدينة، إلا أن الفيلم كان لديه أثراً كبيراً بعدما شاهده أكثر من 12 ألف شخص خلال مهرجان دبي السنيمائي الدولي في كانون الأول/ديسمبر العام 2013..
وقال مخرج الفيلم محمود قعبور لشبكة CNN إن "الجمهور في دبي لديه الفضول لمعرفة من هم الأشخاص الذين بنوا المدينة،" مضيفاً أن "الكثير من الأشخاص يعيشون هنا منذ سنوات ويتمتعون بنمط حياة راق، بلا معرفة نوعية الحياة التي يتمتع بها العمال."
وتعتبر قصة العامل الباكستاني عدنان الذي ساعد في بناء برج خليفة، واحدة من أكثر الشخصيات المؤثرة في الفيلم.
وأضاف قعبور الذي اصطحب عدنان إلى برج خليفة من جديد أثناء تصوير الفيلم أنه "لطالما رأى (عدنان) ذلك من مسافة بعيدة، لكنه لم يسر بجانب النوافير، أو تمتع بتناول الطعام في المطاعم، أو صعد إلى السطح لرؤية المشهد من الأعلى،" مشيراً إلى أن عدنان "حدق في البرج وأعطى انعكاساً مؤثراً حقا على الحياة في البرج مقارنة بنوعية الحياة في مخيمات العمال."
ورغم أن الفيلم الوثائقي حصد شعبية واسعة واشادة من النقاد، إلا أن الرحلة إلى دور السينما في الإمارات يمكن وصفها بالقدرة على تحدي المعوقات المالية. وإذا لم يحصل قعبور على المزيد من التمويل لمشروعه، فإن احتمال تواصل عرض الفيلم في دور السينما إلى ما هو أبعد من الأسبوع الحالي، سيكون أمراً صعباً جداً.
من جهتها، قالت منتجة الفيلم ايفا ساير إن "الفيلم حصل على منحتين ماليتين ولكن خلاف ذلك، جاء الأمر برمته من جيوبنا الخاصة."
أما هل سيتمكن الفيلم من إطلاق حوار بناء في المجتمع حول مخيمات العمال، فهذا ما يأمله قبور، إذ أكد: "نأمل أن نتمكن من إطلاق حوار سيذهب إلى درجة أبعد، بما أن الفيلم يعرض حالياً في دور السينما."