"يوسف زيدان" والشباب والبحث عن اجابات

منوعات
نشر
5 دقائق قراءة
تقرير هدا السرحان
"يوسف زيدان" والشباب والبحث عن اجابات
يوسف زيدان محاط بالشباب بالندوة التي عقدت في العاصمة الأردنية عمانCredit: CNN

عمان، الأردن (CNN)— "وأنت يا ابنتي معذورة في حيرتك، وفي التردد في طرح السؤال... فقد نشأت في بلاد الإجابات، الإجابات المعلبة التي اختزنت منذ مئات السنين، الإجابات الجاهزة لكل شيئ، وعن كل شيئ، فلا يبقى للناس إلا الإيمان بالإجابة، والكفر بالسؤال." كتاب –ظل الأفعى-

لم تكن الابنة الشابة هي الحائرة، او التي تخشى السؤال هذه المرة، لأنها هي التي تولت طرح الاسئلة والبحث عن الاجابة الصحيحة لتلاشي الحيرة في ندوة الروائي المصري الدكتور يوسف زيدان التي عقدت في مؤسسة شومان في عمان ، قبل ايام قليلة.

الحضور كان جله من الشباب الذي لم يجد متسعا في قاعة المؤتمرات فافترش الممرات المؤدية للقاعة يلتقط ما يقول الروائي حتى ولو لم يتمكن من مشاهدته. هذا الحضور فاجأ المنظمين والمثقفين ممن يرددون: "المأساة اننا نكتب لمن لا يقرأ." لكنه لم يفاجأ المحاضر بل توقعه وانتظره لأنه كما قال لنا: "أنا اؤمن بالشباب"...  هؤلاء هم أملُ هذا الوطن.

عندما انتهت الندوة وانقطع الحوار خرجت علا جهاد الشابة محصنة "بالجرأة اللازمة والملازمة لروح السؤال." متيقنة أن الإجابة عندها لا تعني إيمان، او ان "السؤال من عمل الشيطان!"

.بعد هذه الندوة لا اعتقد ان هناك من سيتهم الشباب بعدم القراءة، او العزوف عن الاهتمام بالقضايا التي تهم المجتمع," كانت علا تشير الى التقارير والمواضيع الصحفية والمقالات الكثيرة التي تتهم الجيل الجديد بعدم القراءة. فهناك من اعلن أن الشباب العربي لا يقرأ الا نادرا، وأن نحو 30 في المائة من الشباب التي تقل اعمارهم عن 25 عاما نادرا ما يقرأون او لا يقرأون ابدا. ومنهم من يبرر بأن من هو في جيل الشباب لا يستطيع تحمل اسعار الكتب المرتفعة، لذلك هم غير قادرين على شراء او اقتناء كتاب واحد في الشهر.

هذه العلاقة الحميمية بين اعمال زيدان والشباب تركت اكثر من سؤال في اذهان من يقول أن "جيل الايباد" لا يقرأ ولا يهتم وغير معني بما يدور من حوله. هذا الحضور الشبابي لندوات ومحاضرا ولقاءات زيدان ومتابعة أعماله الابداعية تحتاج الى تفسير خصوصا انها تتناول قضايا فلسفية تتعلق بالتراث الاسلامي وبالتصوف كان يعتقد انه مواضيع "ثقيلة" على الشباب، الاجابة كانت من الشباب انفسهم..

تقول علا جهاد وهي محامية شابة ناشطة ومهتمة بأدب يوسف زيدان لـCNN بالعربية: "رغم صعوبة ووعورة الموضوعات التي يتطرق لها زيدان في كتبه فان عددا كبيرا من الشباب يقبل على قراءة مؤلفاته، كما يحرصون على محاورته ومناقشته في الندوات التي يشارك بها او عبر وسائل الاتصال الاجتماعي وخصوصا لفيسبوك." -- المحامية، علا الشريف

واضافت: "السبب يكمن في الرغبة الشديدة عند الشباب لمعرفة حقيقة ما دار ويدور من حولنا في الماضي والحاضر وما ينتظرنا في المستقبل، من وجهة نظر باحث متعمق له باع طويلة في قراءة الماضي ومعايشة الحاضر واستشراف المستقبل."

وتابعت علا قائلة: "لقد اقبل عدد كبير من ابناء جيلنا على قراءة كتب زيدان في وقت عصفت بالمنطقة احداث كبيرة وخطيرة، وكنا نتطلع عبرها الى التغيير والتقدم نحو الافضل، كما كنا نؤمن برمز ونتمسك بثوابت تنتسب الى ماضي الامة وحاضرها."

"زيدان جاء ليهز بكتاباته هذه المفاهيم والثوابت فأثار فينا نحن الشباب القدرة على التفكير وحثنا على النبش في الماضي، فاقبل جيلنا على قراءته علنا نجد الاجوبة على اسئلتنا الكثيرة." تقول علا وهي تتأبط رواية "عزازيل" التي فازت بجائزة البوكر للرواية العربية.

من جهتها تقول الشابة دينا عواملة وهي تنتظر دورها لتوقيع رواية "ظل الافعى" إن "زيدان يحاكي النفس لذاتها.. يجيب على اسئلتها ويخرجك الى خارج حدود الاجابة التقليدية  المحصورة فتتمرد على ما يقيد اي فكرة ليمنعها من الخروج عن حدود الاجابات التقليدية المتوازنة."

بالنسبة للروائي يوسف زيدان: "الكلمة قد تفعل في الانسان ما لا تفعله الادوية القوية. فهي حياة خالدة لا تفنى،" لذلك كتب زيدان كل هذه المؤلفات على تنوعها، واقبل الشباب على قراءتها واقتنائها ولسان حالهم يكرر ما قاله "عزازيل" للراهب هيبا: "اكتب يا هيبا .. فمن يكتب لا يموت."

هذا الايمان جعل الدكتور زيدان يتواصل مع الشباب بوسائلهم عبر وسائطهم للتواصل الاجتماعي، ففي كل اسبوع يوجه لقرائه سؤالا ومن يجب عليه يفوز بمجموعة مؤلفاته كامل.

  • هدا السرحان
    هدا السرحان
    كاتبة وصحفية
نشر