الرباط، المغرب(CNN)-- عرض الكاتب والسينمائي المغربي عبد الله الطايع، الذي يجهر بمثليته الجنسية فيلما عن سيرته الذاتية بمدينة طنجة (شمال المغرب) التي احتضنت فعاليات المهرجان القومي للفيلم.
وتطلّع جمهور المهرجان بترقب كبير الى موعد عرض الفيلم الذي يحمل عنوان "جيش الانقاذ" والمقتبس عن رواية للكاتب بنفس العنوان، وسط تخوفات من ردود فعل رافضة لعرض هذا الفيلم، إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث، إذ صعد الطايع الى منصة قاعة السينما وقدم فيلمه خاتما كلمته "هناك أشخاص مثليو الجنس. هذا واقع، وينبغي على الجميع أن يتقبل ذلك".
ويحكي الفيلم ذاكرة ذلك الطفل الذي نشأ في وسط فقير بأحد أحياء مدينة سلا (ضاحية العاصمة الرباط)، ومسار تشكل نزعته المثلية في محيط شعبي يصفه الطايع بأنه "منافق اجتماعيا" حيث صرح في ندة صحافية عقب عرض فيلمه أن "أفراد الحي كانوا يشهرون بي ويضطهدونني لكن كثيرين منهم كان يريد الظفر بي كغنيمة--عبدالله الطايع -مخرج مغربي."
ويتابع فيلم"جيش الانقاذ" قصة الطايع وهو يغدو شابا يعيش حالة اغتراب جنسي واجتماعي في وسطه العائلي والاجتماعي، قبل أن يتمكن بواسطة علاقة جنسية مع مواطن سويسري، من تحقيق حلم الهجرة الى أوروبا، وبالتالي اكتشاف "الحرية" التي طالما حلم سعى اليها.
وجدير بالانتباه أن الفيلم برمج في آخر أيام المهرجان، الأمر الذي اعتبره المراقبون احترازا أمنيا من قبل المنظمين والسلطات، تحسبا لردود أفعال قد تؤثر على حسن سير التظاهرة الفنية.
وخلال ندوته الصحافية التي سجلت حضورا قياسيا، بالمقارنة مع باقي ندوات الأفلام المشاركة في المهرجان، وعرفت توافد ممثلي وسائل إعلام دولية، تباينت مداخلات النقاد والمهتمين بين من صفق لجرأة الطايع في التعبير عن هويته الجنسية ومن انتقد الخلط بين تقديم المخرج لنفسه كضحية لصمت المجتمع عن الانتهاكات الجنسية التي تعرض لها حين كان طفلا والدفاع في ذات الوقت عن حريته في اختيار هويته الجنسية.
وبدا عبد الله الطايع متوترا في حديثه عن تجربته مع المثلية في مجتمع محافظ، و قال "لا أحمد حقدا على المجتمع الذي لم يحميني طفلا، لكني لا أزال حتى اليوم أنتظر اعتذارا من هؤلاء الناس الذين صمتوا--عبدالله الطايع-سينمائي مغربي".
وقال الطايع إنه وجد صعوبة في الحصول على تمويل لإنتاج الفيلم في أوروبا، حيث يعتبر الحديث عن الجنسانية في سن يقل عن 15 عاما، نوعا من الطابوهات، في حين أن الهوية الجنسية ، حسب الطايع، تتشكل منذ سن الطفولة.