الجامعة السورية الحرة..لإنقاذ جيل الشباب الضائع

منوعات
نشر
5 دقائق قراءة
الجامعة السورية الحرة..لإنقاذ جيل الشباب الضائع
أطفال سوريون يتوجهون إلى المدرسة في شمال مدينة حلب السورية في 23 سبتمبر/أيلول العام 2013.Credit: JM LOPEZ/AFP/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبدو أن السوري مصعب الجمال هو بمثابة متمرد متواضع.ولكن بمهمة خاصة، إذ يهدف إلى تثقيف الصغار من اللاجئين السوريين، الذين أجبروا على التخلي عن دراستهم بسبب اضطرارهم إلى ترك سوريا.

وقال الجمال إن "الجامعات في سوريا هي في الأساس مثل السجون للطلاب،" مضيفاً أنه يتم إلقاء القبض على أي شخص يعارض النظام. ومن ناحية أخرى، لا تقبل الجامعات خارج البلاد بالطلاب السوريين في كثير من الأحيان، أو لا يتمكن الطلاب من دفع رسوم الدخول إلى هذه الجامعات، أو التكلم باللغة المحلية للإنضمام إليها.

وبالنسبة إلى بعض الأشخاص، يبدو أن الحصول على التعليم العالي ليس أولوية بالنسبة لـ 2.5 مليون لاجئ، فروا من سوريا منذ بدء الصراع قبل حوالي ثلاثة أعوام.

وأوضح الجمال: "اذا كان الطلاب الذين تركوا دراستهم، عادوا أدراجهم إلى سوريا، جاهلين أو أميين، فلن يتمكنوا من مساعدة بلادهم."

وانضم الجمال، وهو أستاذ قانون سابق في جامعة دمشق إلى كلية أخرى، لبدء تقديم المحاضرات للطلاب في المناطق المحررة داخل سوريا، وفي البلدان المجاورة.

 وفي العام 2013،  أسس الجمال الجامعة السورية الحرة، وهي مؤسسة أكاديمية تقع في مبنى سكني في بلدة ريحانلي التركية، بالقرب من الحدود السورية. وتقدم الجامعة 13 اختصاصا تشمل القانون، وعلم النفس، وإدارة الأعمال.

ويمول الجمال جزءاً كبيراً من مصاريف الجامعة، فضلاً عن مجموعة كبيرة من المتطوعين الأكاديميين الذين يتبرعون بوقتهم وخبرتهم. ويساهم أي طالب لديه الإمكانية بقيمة 280 دولارا، لكل فصل دراسي .

وقال الجمال إن المبلغ "رمزي أساسا" مضيفا أنه "بالكاد يغطي 10 في المائة من النفقات."

ورغم صعوبة معرفة عدد السوريين الذين أجبروا على التخلي عن دراستهم منذ بدء الصراع، إلا أن البوفيسور المساعد في جامعة كاليفورنيا ومؤلف دراسة حول الطلاب السوريين اللاجئين في الأردن، كيث واتينبوغ، يقدر أن العدد يتجاوز مائة ألف.

وأوضح واتينبوغ أن "استمرار الصراع، يتسبب بخلق جيل ضائع من طلاب الجامعات."

الدراسة مقدسة

أما في يومنا الحالي، فتنهار الجامعات السورية، على غرار العديد من المؤسسات الاجتماعية في البلاد. ويقدر واتينبوغ أن الجامعات تعمل بما لا يزيد عن 50 في المائة من قدرتها، إذ تعوقها القضايا الأمنية، وأعضاء هيئة التدريس الذين هربوا إلى الخارج، والبنية التحتية المعطلة. وفي كثير من الأحيان، يجب على الطلاب أن يعبروا خطوط المعركة لحضور الفصول الدراسية.

أما الطلاب الذكور، الذين أعفوا من الخدمة العسكرية، فهم حالياً تحت ضغط الالتزام بها. ولهذه الأسباب، يشعر عدد قليل من الأشخاص بضرورة مواصلة دراستهم، ما يعتبر تغيراً ملحوظاً في انهيار أهمية التعليم مقارنة بالسنوات الأخيرة.

وأضافت مستشارة حقوق الإنسان والمؤلفة المشاركة لدراسة واتينبوغ أدريان فريكي: "أعتقد أن شيئا غالبا ما يتم فقدانه لدى الأشخاص الذين يفكرون في ما بعد الصراع في سوريا، وهو مدى أهمية التعليم باعتباره المكان الذي يضم الأجناس والأقليات المختلفة. أما سوريا فكانت المكان الأمثل حيث يمكن الوصول إلى التعليم من خلال أي شخص، حصل على النتيجة المطلوبة في الامتحان."

أما بالنسبة لأولئك الطلاب الذين أجبروا على التخلي عن دراستهم ، فإن التزامهم بالتعليم العالي لم يتراجع، حتى لو أن الفرص المتاحة لهم لتحقيق ذلك تراجعت. وفي رحلة البحث إلى مخيم الزعتري الذي يضم اللاجئين السوريين في الأردن في نيسان/أبريل الماضي، فإن واتينبوغ تذكر لقاءه مع مجموعة من طالبات الهندسة، اللواتي هربن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهن إلى خارج البلاد .

وقال واتينبوغ: "سألناهن إلى أي مدى يمدهن أهلهن بالدعم، وإذا كانوا سيسمحون لهن بالدراسة في الخارج، وكلهن قدمن ردودا إيجابية. وقالت إحدى النساء: في منزلنا، الدراسة مقدسة."

التغلب على العقبات؟

أما التحديات التي تواجه الأشخاص الذين يرغبون في مواصلة تعليمهم فهي شرسة. ولا تجعل دول الجوار من الأمر سهلاً، فالأردن، على سبيل المثال، لا يرحب بمؤسسات اللاجئين التي تهدد بأن تصبح دائمة. وفي تركيا، يوجد حاجز اللغة.

 وبموازاة ذلك، فإن المساحة محدودة، سواء في الجامعات الأجنبية، أو في الجامعة السورية الحرة، والتي يمكن أن تستوعب ما يزيد قليلا على 800 طالب.

وفي هذا السياق، قال الجمال: "يؤسفني أنني لست قادرا على قبول االطلاب كلهم في سوريا، ولكن ليس لدينا قدرات، ونحن يمكننا ذلك، فقط إذا حصلنا على مزيد من التمويل."

وتجدر الإشارة إلى أن الجمال يقدم الدروس عبر سكايب، وفيسبوك، والبريد الإلكتروني.