دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تعتبر بحيرة طبريا، حيث سار المسيح على سطح الماء، اليوم موطنا لعجائب من أنواع أخرى، حيث تهاجر مئات الملايين من الطيور منها إلى بدان أخرى.
وتحتل جنة الطيور جزء من الوادي المتصدع الكبير والذي يمتد من شمال سوريا إلى وسط موزمبيق في أفريقيا، وهي قريبة من الطريق السريع لمسارات هجرة الطيور، إذ تخلق تيارات حرارية تمكن الطيور الجارحة وغيرها من أنواع الطيور على الهجرة من وسط أفريقيا إلى أوروبا.
ويمكن القول إن بحيرة طبريا هي في عنق الزجاجة لمسار الطيور المهاجرة حيث يوجد حوالي 540 نوع من الطيور، بالمقارنة مع 460 نوعاً في ألمانيا.
أما وادي الحولة، في الجليل، فهو مكان مهم لراحة الطيور المهاجرة وتزودها بالطاقة، في رحلتها السنوية التي تمتد لآلاف الكيلومترات من أوروبا وآسيا إلى أفريقيا ورجوعاً.
وفي أواخر فصل الخريف، تتزاحم عشرات الآلاف من طيور الكركي والبجع على المنطقة، فضلا عن أكثر من 25 نوعا من الطيور مثل النسور الملكية الشرقية والنسور السعفاء الصغرى. وبعض من هذه الطيور تبقى في المنطقة لفصل الشتاء بأكمله.
ويبدو المشهد مذهلاً، إذ أصبحت المنطقة بقعة شعبية للعلماء وهواة مراقبة الطيور. وينظم ما يسمى بمهرجان طيور بحيرة الحولة في تشرين الثاني/نوفمبر سنوياً.
وقال مدير المركز الدولي لدراسة هجرة الطيور يوسي ليسيم، إن "وادي الحولة يجذب 398 نوعا من الطيور، وأكثر من 400 ألف زائر، و50 ألف من الأشخاص مراقبي الطيور."
أما مدير مركز الطيور في وادي الحولة نداف يسرائيلي، فقد درس الطيور في هذه المنطقة لسنوات عدة. وفي منتصف موسم الهجرة، يتم التقاط مئات الطيور يوميا، لنقلها إلى محطة فحص ومراقبة الطيور والتي تقوم بوضع علامات عليها.
وأظهر يسرائيلي لشبكة CNN الإجراءات المتخذة في المركز: "أولا، سأسجل رقم الخاتم، ومن ثم سأنتقل إلى قياس طول جناح الطائر، وطول الذيل، والوزن،" مضيفاً أن "هناك بعض الأنواع من الطيور التي تبلي بلاء حسناً مع التغيرات في المنطقة، فيما تنخفض أعداد بعض الأنواع الأخرى."
وتعتبر الحرب في سوريا هي أحد هذه التغيرات، إذ أن الطيور لدى وصولها إلى سوريا، لن تتمكن من التوقف والراحة قبل إكمال مسيرة هجرتها، ما يؤدي إلى انخفاض أعدادها.
وفي فترة التسعينيات، بدأت المزيد من طيور الكركي بالتوقف في الوادي، ويقضي أكثر من حوالي 3 آلاف من الطيور فصل الشتاء بأكمله في المنطقة.
واتخذت طيور الكركي، من محاصيل الفول السوداني المحلية طعاماً لها، ما كلف المزارعين حوالي 350 ألأف دولار سنويا. ولتجنب الصراع بين المزارعين والطيور، فإن الحكومة الإسرائيلية توفر الآن الذرة وغيرها من أطعمة الطيور.