دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لا يمكن قياس الأميال الجوية، وليس هناك عطلة مجانية للتطلع إلى نهايتها، ورحلات السفر يبدو أنها لا تنتهي أبداً.
هذا هو عالم السفر والفروسية والذي تتوسع جاذبيته العالمية أكثر من أي وقت مضى، سواء كان ذلك تحقيقاً لغرض الفروسية أو سباق الخيل. وتنتشر سباقات الخيول بشكل متزايد في كل أنحاء العالم، ما يعني أميالا أكثر، للجياد الأبرع والأكثر شهرة.
ولكن، هل يمكن معرفة من هو الحصان الأكثر سفراً في العالم؟ قد يعتبر الأمر مهمة مستحيلة، ولكن في مضمار سفر الخيول، تحصل تلك المشاركة في مسابقات قفز الحواجز على المركز الأول لجهة كثرة أسفارها، فيما الخيول التي تشارك في السباقات لمدة ثلاثة أيام، فتحصل على المركز الثاني، والخيول التي تشارك في السباقات، ولا تسافر بشكل كاف مقارنة بالأحصنة الأخرى، تحصل على المركز الثالث.
أما الفارسة الأمريكية التي تشارك في سباقات الخيل لقفز الحواجز، بيزي مادن، فقد حصلت على الميدالية الأولمبية الذهبية مرتين، إذ تعتبر واحدة من أفضل الفرسان في العالم. أما الحصانان اللذان تمتطيهما في السباقات، فهما سيمون وكورتيس سي، ويعدان من بين أفضل الأحصنة في العالم والتي تسافر عبر القارات للمشاركة في سباقات الخيول.
ونقلت مادن الحصانين جواً إلى ولاية فلوريدا لعدة أشهر، بهدف التدريب والمنافسة. ولكن من هناك، تبدأ الرحلات بشكل جدي، إذ سيسافر الحصانان جواً إلى منطقة كالغاري في كندا، للمشاركة في الجائزة الكبرى والتي تبلغ قيمتها مليون دولار قبل أن يعودا إلى فلوريدا، للمشاركة في سباق الجائزة الكبرى الذي يبلغ مليون ونصف دولار قبل أن ينتقلا إلى أوروبا، للمنافسة في الأسبوع الثاني من شهر نيسان/أبريل لكأس العالم أخيرا في مدينة ليون في فرنسا.
ومن هناك، ينتقل الحصانان مرة أخرى إلى مدينة نيويورك الأمريكية قبل رحلتهما إلى كالغاري في مايو/آيار، ومن ثم المشاركة في الموسم الثاني في ألعاب الفروسية في مدينة نورماندي الفرنسية. وبعد ذلك، يعودان إلى كالغاري مرة أخرى للمشاركة في سباق الجائزة الكبرى والذي تبلغ قيمته مليون ونصف دولار، قبل العودة إلى أوروبا للمشاركة في نهائيات الكأس الأوروبية في مدينة برشلونة الإسبانية.
وأوضحت مادن: "هذا ليس كل شيء، إنها الرحلات الجوية فقط، ولكن ربما قد يسافران برا في جميع أنحاء البلاد، على الأقل ثلاث مرات في السنة. أما عدد الأميال التي يساويها ذلك، فليس لدي فكرة بالتحديد، ولكنها بالآلاف."
وقد يساوي عدد الأميال الجوية التي تقطعها الأحصنة بالطائرات 80 ألف كيلومتر. ويغطي المتبرع الغني أبيغايل ويكسنير، والذي يمتلك خيول مادن، تكاليف السفر، علماً أن الرحلة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أوروبا تبلغ كلفتها حوالي 25 ألف دولار للحصان الواحد.
ومثل الرحلات الجوية للبشر، هناك تسلسل هرمي من الترف فيما يرتبط بالرحلات الجوية للأحصنة. ويتسع كل إسطبل على الطائرة لثلاثة أحصنة، أي ما يعادل الدرجة السياحية. وتسافر بعض هذه الخيول التي تعود للأثرياء مثل الحصان الأسترالي "بلاك كافيار" وحدها في هذه الاسطبلات، أي في الدرجة الأولى.
وأنتجت سباقات الخيل أحصنة عابرة للقارات. أما الحصان المعروف عالمياً بأنه الأكثر سفراً أي "جاكلبيري" فيدربه ماركو بوتي ومقره في نيوماركت في بريطانيا.
وهناك احتمال أن جاكالبيري والذي شارك في خمس سباقات في دولة الإمارات العربية المتحدة واليابان وأستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا، قد وضع بصمته في كل مكان على خريطة العالم.
وشرح بوتي أن "جاكالبيري هو واحد من أكثر الخيول المسافرة حول العالم." ويذكر أن جاكالبيري تقاعد الشهر الماضي بسبب حادث تعرض له في إحدى سباقات الأحصنة في دبي، ولا علاقة لإصابته بجدول السفر الزمني الصعب.