جولة مع "المسحراتي" في مصر .. مهنة من "زمن الزمن"

منوعات
نشر
3 دقائق قراءة
جولة مع "مسحراتي" في مصر
cnn
4/4جولة مع "مسحراتي" في مصر

جولة مع "مسحراتي" في مصر

القاهرة، مصر (CNN)-- ترتبط شخصية المسحراتي في أذهان المصريين بفرحة قدوم شهر رمضان، وهو الشخص الذي يوقظ المسلمين لتناول وجبة السحور قبل أذان الفجر في ليالي الشهر الكريم، حيث يشق بصوته المرتفع سكون الليل بعبارات شهيرة على إيقاع الطبلة مثل "اصحى يا نايم وحد الدايم.. الرجل تدب مطرح متحب.. رمضان كريم" خاصة بالشوارع والأزقة والحواري القديمة.

كما يتعلق الأطفال بشخصيته ويتلهفون عليه وينادونه من الشرفات والنوافذ بـ"عمو المسحراتى"، ويطالبونه بان ينادى على أسمائهم بعد أن يرسلوا إليه قطعاً من النقود المعدنية، ومنهم من يسير خلفه بالمناطق الشعبية والقرى.

وعرفت شخصية المسحراتى في مصر منذ العهد الفاطمي مثل الزينة والفوانيس، وأصبح رمضان غير مكتمل من دونها، وأخذت شكلا آخر على إيقاع الطبلة، كما ارتبطت بالسير والحكايات الشعبية التي يعشقها الكثير من المصريين مثل "ألف ليلة وليلة" و"ابو زيد الهلالي" و"علي الزيبق".

ورغم ظهور الأجهزة الذكية والمنبهات فإن المصريين يفضلون سماع طبلة وصوت المنادى في ليالي رمضان، كما يقول المسحراتي بشوارع القاهرة عادل العيسوي الذي التقته CNN بالعربية خلال جولاته، وقال:" رمضان من غير مسحراتي مينفعش لأنه يعرف بين المصريين من زمن الزمن."

وينادى العيسوي "اصحى يا نايم وحد الدايم ..السحور يا عباد الله يا نايم وحد الله.. الرجل تدب مطرح متحب رمضان كريم."

وقال العيسوي إنه عمل بمهنة مسحراتي منذ 25 عاما، ولم يعترض أحد أو ينزعج من صوت الطبلة ولو لمرة واحدة، مضيفاً: " على العكس فالكثير يطلون من الشرفات والنوافذ عند سماع الطبلة ويبدأون بالتهليل والمناداة بأسمائهم التي أصبحت أحفظها كل عام في هذا التوقيت عن ظهر قلب".

واختلف شكل المسحراتي ببعض المناطق في مصر حاليا، فلم يعد الشخص الذي يلتزم بارتداء الجلباب كما هو متعارف عليه منذ القدم، فبعض الشباب والأطفال الذين يرتدون الجينز والـ "تشيرت"، يطوفون أيضا بالشوارع بالطبلة لإيقاظ الناس، نوعا من الاسترزاق وجمع العيدية بنهاية الشهر الكريم.

وعلق العيسوي قائلا: "عملي بهذه المهنة بشهر رمضان لله، لافتا بأنه يعمل سائق تاكسي، حيث لا يمكنه الاعتماد على رزق شهر واحد طوال العام."

وأضاف بقوله: "لابد للمسحراتي أن يتميز بالأمانة وهو أمر هام للغاية، خاصة عند طرق الأبواب لجمع العيدية بنهاية الشهر الكريم."

وحول الأحداث السياسية قال إنه لم تؤثر على الشهر الكريم، فالصيام والسحور والصلاة لدى المسلمين ليس لها علاقة بأحداث سياسية، أما طقوس رمضان فما زال المصريون يتمسكون بها رغم وجود "كبت" لديهم، مضيفاً بقوله: "الناس بتحب المسحراتي".