عمان، الأردن (CNN) -- أصدرت جهات رسمية أردنية قبل شهر رمضان بأيام عدة، تعليمات جديدة منعت ما وصفته بـ"اصطحاب الفنانات والراقصات" إلى السهرات الرمضانية أو ما يعرف بالخيم الرمضانية إلا بشروط، فيما شهدت العاصمة عمان عدة سهرات غنائية أحيتها فنانات عربيات منذ بداية الشهر، ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون.
أما قرار المنع المشروط الذي أكد مسؤولون رسميون لموقع CNN بالعربية، أنه لايشمل "الغناء الديني أو الإنشاد والفلوكلوري التراثي،" أقرته وزارة السياحة الأردنية وقامت بتعميمه وزارة الداخلية على حوالي 600 من المنشآت المشمولة في التعليمات، بينما تتولى أمانة العاصمة مهمة حملات التفتيش للتأكد من الالتزام بالتعليمات.
ولم تلق القضية التي أثارتها مغنية أردنية تدعى هنا ملحس على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" على نطاق محدود جداً اهتماماً إعلامياً لافتاً. وأوضح الأمين العام في وزارة السياحة عيسى قموه حيثيات التعليمات، أنها ليست جديدة و"لايقصد منها التمييز بين النساء والرجال،" مضيفاً أنها "محددة بموافقة وزارتي الداخلية والسياحة."
وقال قموه في حديثه لموقع CNN بالعربية: "نحن لا نتحدث عن المنع المطلق، وهذه تعليمات مطبقة منذ ثلاث سنوات في العام 2011،" مضيفاً أن "الأسباب وراء وضع شروط مشاركة الفنانات، هو بسبب تحول بعض الخيم الرمضانية إلى مكان أشبه بالنوادي الليلة وكثرة التجاوزات. لذلك أصدرنا التعليمات...لدينا تجارب سابقة أخلت بحرمة رمضان،" مشيراً إلى أن "الأشخاص المخالفين من يفهمون هذه التعليمات."
وحول الشروط التي وضعتها الوزارات المسؤولة لمنح الموافقات، أشار قموه إلى أن من بينها جواز "الغناء الديني، أو الابتهالات أو الإنشاد والمديح،" مشدداً على أن "الرقص بكل أشكاله ممنوع."
ونفى قموه تلقي الوزارة أي طلب بشأن تقدم "الفنانات" لغاية الإنشاد والحصول على موافقة خلال الأسبوع الأول من رمضان.
وبالعودة إلى نص التعليمات التي حصلت CNN بالعربية على نسخة مفصلة منه بما في ذلك مراسلات وزارتي الداخلية والسياحة بتاريخ 24 حزيران/يونيو الماضي، فقد شملت المطاعم السياحية والمنشآت الفندقية، على أن تنحصر إقامة السهرات الرمضانية في الأماكن المخصصة في داخل حدود تلك المنشآت، واشتراط الحصول على موافقة وزارة السياحة من أجل ذلك.
ونص البند السادس من آلية منح التصاريح على أنه "يمنع استخدام الراقصات والفنانات وكذلك الرقص بكافة أشكاله في السهرات الرمضانية.." بينما نص البند العاشر على ضرورة التزام صاحب المنشأة بعدم عرض "المواد المخلة بالآداب العامة والتي تخدش الحياء العام."
لكن، سمح النص لتلك المنشآت "باستخدام مطرب أو عازف أو استخدام فرقة فنية فلكلورية"، والتسلية بألعاب الورق والنرد والمسابقات غير الربحية.
وفي المقابل، قالت مديرة "فرقة نايا الموسيقية للنساء" رلى جرادات، إنها لم تتعرض لأي رفض أو منع للمشاركة في أمسيات رمضانية حتى الآن، لافتة إلى أنها مع "وجود قرار ينظم تلك الأمسيات."
وأضافت جرادات في تصريح لـCNN بالعربية: "أنا مع تنظيم الأمسيات ومراعاة واحترام حرمة الشهر الفضيل ومشاعر الناس."
وتحفظت جرادات على إقامة حفلات صاخبة في رمضان، مشيرة إلى أنها اقترحت على منظمي مهرجان جرش، بأن تبدأ الأمسيات عقب صلاة التراويح مراعاة لخصوصية الشهر الفضيل، موضحة أن قرار منع إقامة مهرجان ليالي القلعة قبل سنوات في عمان، كان لمطالبة أهالي المنطقة بوقف الغناء بالتزامن مع موعد صلاة التراويح.
وأكدت جرادات أنها ستشارك في إحدى الأمسيات الرمضانية خلال أيام مع فرقتها ذات الطابع الشرقي والكلاسيكي.
وأظهر رصد سريع لعدد من إعلانات أمسيات الفنادق الكبرى، وجود عدة نساء مشاركات في أمسيات طربية تقليدية، برفقة فنانين.
وأحيت فنانات عربيات وأردنيات أمسيات في شهر رمضان ضمن فعاليات مهرجان جرش السنوي، حيث حملت عنوان" أماسي شهر رمضان المبارك" وامتدت بين 5 -14 تموز/يوليو الحالي.
وتخللت أمسيات المهرجان التي أقيمت في عمان، عشر سهرات غنائية، من بينها 6 سهرات شاركن فيها فنانات مثل رنين الشعار من لبنان ونزيهة مفتاح من المغرب، ومغنية الأوبرا المصرية إيمان عبد الغني، فضلاً عن تقديم فرقة نايا "النسائية" الأردنية أمسية في 5 تموز/يوليو الحالي.