اتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- "لقد استطعت على مدى سنوات عديدة أن أصل إلى تعريف محدد لكلمة "كوول"، وهو ما لم أكن أعرفه من قبل." هكذا استهل جيف يانغ قصته، وهو كاتب في صحيفة "وول ستريت جورنال" الرقمية.
وبينما كان يانغ طالباً في المدرسة، قال إن الأطفال الذين وصفهم بأنهم "كوول"، كانوا يحضروا إلى المدرسة مرتدين ملابس ذات علامات تجارية عالمية أصلية، مثل "بولو"، و "وجوردانز" وغيرهما.
ولكن يانغ حينها يرتدي قمصان قصيرة "تي-شيرت" لعلامات تجارية مزيفة صنعت في تايوان، الامر الذي شكل عقبة أمام انضمامه إلى صفوف "الكوول".
ويرى يانغ بأن الشك أحاط الكثير ممن انتسبوا إلى ظاهرة "الكوول" الآسيوية لأول مرة، موضحاً بأنّ ثقافة "البوب" اليابانية والصينية بدأت بالانتشار عندما كان طالباً في الكلية.
وأضاف بأن موسيقى البوب تمكنت من جذب الكثير من المعجبين بهذا النوع من الموسيقى، رغم حقيقة أنهم لم يكونوا "كوول".
ويوضح يانغ بأن شعبية ثقافة البوب الآسيوية كانت مجرد بدعة، وبالتالي ستتلاشى مثل كل البدع السابقة في نهاية المطاف.
ويشير يانغ إلى أنه لم يخطئ تماماً، موضحاً، بأنه بعد إعادة توحيد البر الرئيسي مع الصين في العام 1997، انحسر مد نجوم هونغ كونغ.
ورغم أن شعبية "الأنيميشن" ظلّت منتشرة، إلا أنها فقدت سيطرتها بين الشباب، بالإضافة إلى أن منتجات أعظم شركات التكنولوجيا المعروفة في اليابان، مثل سوني، باناسونيك وتوشيبا، شهدت سقوطاً واضحا بين جيل الألفية.
وانضمت فيما بعد جنوب كوريا إلى ثقافة "الكوول"، البلد الأصلي المنتج لـ "سامسونج"، والذي انطلقت منه الأغنية الأكثر شهرة "غانغام ستايل" وفرقة "غيرلز جينيرشن" الكورية.
ويذكر أن شعبية ثقافة البوب الكورية أصبحت متنامية، ويمكن ملاحظة كثافة الحضور خلال "كيكون"، وهو التجمع السنوي للمعجبين بالموسيقى الكورية، ومقره في كاليفورنيا.
وتقول أنجيلا كيلورين، الرئيس التنفيذي للتسويق في شركة "سي جي إي آند إم" المنظمة للفعالية: "إن أعداد الحضور تتضاعف سنوياً،" موضحةً بأن " ما يقارب 10 آلاف مشجع حضروا تجمّع كيكون الاول في العام 2012، وعشرون ألفا في العام 2013، ويتوقع حضور ما بين 30 إلى 50 ألف شخص هذا العام."
ويشتمل التجمع على ظهور مميز لألمع نجوم الدراما التلفزيونية، بالإضافة إلى مسابقة "سوبر ستار كيكون" للمواهب، وحفل موسيقي يشارك فيه كل من فرقة "جيلرز جينيرشن"، و"جي دراغون".
وتناولت الكاتبة الكورية، أوني هونغ، ثقافة الكوول في كوريا ضمن كتابها "ولادة ثقافة الكوول الكورية: كيف تحتل أمة واحدة العالم من خلال ثقافة البوب"، وتساءلت فيما إذا كانت كوريا الجنوبية ملكة ثقافة البوب الكوول الآن، وتستطيع الحفاظ على مكانتها أكثر من سابقاتها من الدول الآسيوية في ظل موجة ثقافة البوب.
وتجيب هونغ، بأن كوريا تستطيع ذلك، موضحة بأن "الفرق بين كوريا الكوول وموجات ثقافة البوب الآسيوية السابقة، هو أن كوريا تعمل على هذا الأمر منذ ما يقارب عقدين من الزمن."
وتضيف كونغ بأن "كوريا هي أول دولة في التاريخ تجعل من ثقافة الكوول من أولويات سياستها، وبدعم من قبل الحكومة الكورية لتحقق عائدات تصل قيمتها إلى مليارات الدولارات."
ومن جهة أخرى، تم التعامل وتسويق ثقافة موسيقى البوب الكورية بشكل جدي، وقد صممت بأسلوب منهجي، إذ تعتبر بمثابة مصدر "القوة الناعمة"، بالإضافة إلى المال.
وأبرز أوجه المقارنة بين ثقافة البوب الأمريكية والكورية، هو أنّ العالم يرى الأول بمثابة غزو ثقافي، وأما الثانية فتدل على نتاج العمل الجاد والإبداع الذي تم تطويره على يد أشخاص انطلقوا من دولة غارقة في الفقر والحروب.
القائمون على تطوير ثقافة البوب الكورية يطمحون إلى جعلها تتربع على قمة اقتصاد العالم.