جزر فارو.. أرخبيل ساحر مظلم وجهة السائحين في قطب الأرض

منوعات
نشر
3 دقائق قراءة
جزر فارو.. أرخبيل ساحر مظلم وجهة السائحين في قطب الأرض
Credit: JONATHAN NACKSTRAND/AFP/GettyImages

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)- بسبب غزارة الأمطار بها على مدار أكثر من 300 يوم في السنة، فإن "جزر فارو" ليست بالمكان الأمثل لتمضية عطلة صيفية مميزة، إلا أن مناظرها الخلابة، ومبانيها الساحرة، فضلاً عن الهدوء الذي يميزها، يجعلها مقصداً للسائحين أكثر من أي وقت مضى.

ففي أقصى شمال أوروبا، بين بحر النرويج والمحيط الأطلسي، وفي منتصف المسافة بين النرويج وأيسلندا، يوجد أرخبيل جزر فارو، المكون من 18 جزيرة، تربط بينها شبكة طرق يبلغ طولها 600 ميل، أي حوالي 965 كيلو متراً، يتمتع سكانها بالحكم الذاتي، ويتبعون إدارياً للتاج الدنماركي.

وأهم ما يميز هذا الأرخبيل، الذي تقل مساحته قليلاً عن مساحة لندن، ولا يرى ضوء الشمس إلا لساعات محدودة طوال العام، امتداد المراعي الخضراء، التي يعيش عليها أكثر من 70 ألف رأس من الأغنام، وهو رقم يتجاوز عدد سكان الجزر، البالغ 49 ألف نسمة.

وفي أقصى شمال جزيرة "ستريموي"، كبرى جزر الأرخبيل، تقع قرية "تجورنوفيك"، ويقول بارو، وهو متدرب لدى مجلس السياحة المحلي، إنه من تلك القرية "يمكن مشاهدة المكان الذي سحب فيه العمالقة الأيسلنديين جزر فارو إلى جزيرتهم."

ويعود أصل الأسطورة إلى أن مخلوقات من الجزيرة كانت تغار من جمال جزر فارو، وأرادوا السيطرة عليها، إلا أن اثنين من عمالقة الجزيرة سبحوا ليلاً في مياه المحيط من أجل تحريك الجزر.

وعلى الرغم من صغر مساحة جزر فارو، إلا أن المظهر العام يوحي باتساع وامتداد المسافات من خلال حركة الحافلات، والتنقل في أنحاء الجزيرة، ما يعد بمثابة تجربة شديدة الإثارة.

ونظراً إلى طول ساعات النهار، يمكن مشاهدة تنوع مختلف من تعرجات الطرق، والممرات الضيقة والمتسعة أثناء السفر في جزر فارو، كما في "تجورنوفيك" المنحوتة في الصخر على قمة منحدر عمودي.

وتقع على أرض الجزيرة كنيسة تنفرد وحدها بمساحات شاسعة من المسطحات الخضراء، والأودية والشلالات المحيطة بها.

كما أن أسطح المنازل في جزر فارو مغطاة بالعشب، وقد بنيت على هذا الطراز منذ أكثر من ألف سنة، للحماية من الأمطار، فضلاً عن دورها في العزل الحراري، وهذا الطراز المعماري أصبح بمثابة رمز للجزيرة.

وتتصل الجزر بواسطة أنفاق تحت الماء، ولكن الحياة تتصف بالتعقيد، نظراً لصعوبة التنقل في أنحاء الجزيرة، كما أن المشهد الهادئ يعكس شيئاً من الرتابة والوحدة، الأمر الذي يدفع الشباب إلى السفر للخارج بهدف الدراسة.

وتقول امرأة من سكان جزيرة "إيستوري"، إحدى جزر فارو، إن أجواء الجزيرة تساعد على محاربة التوتر والإجهاد، بينما يقول آخر إنه على الرغم من التقلّبات الجوية، إلا أن السياح يستمتعون بجمال جزيرة "فيفالدي."

وتُعد خطوط أتلانتك الجوية بمثابة الناقل الوحيد إلى مطار جزر فارو، وغالباً ما تنطلق رحلاتها إلى مدينتي كوبنهاغن وبيلوند في الدنمارك.