هذا المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب جون باري، نائب الرئيس في مؤسسة "آرثر.م بلانك فاميلي" والتنفيذي المقيم في معهد جورجيا التكنلوجي للقيادة وريادة الأعمال، ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الشبكة.
(CNN)-- يؤيد جون باري، نائب رئيس" مؤسسة بلانك فاميلي أوف ذا آرثر" الأشخاص الذين يعتقدون بأن فكرة تحدي دلو الثلج إنما هي علامة واقتراح ذكي يدل على شيء يتميز بالخصوصية ويطرأ على الثقافة.
ويرى باري بأن انتشار تسجيلات الفيديو المتعلقة بهذا التحدي ليست مجرد وسيلة للضحك، بل إنها قوة اقتصادية تنافسية بين الأقران، ومبادرة شبابية امتدت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تهدف إلى جمع التبرعات.
وأشارت بيث كانتر، خبيرة في الاتجاهات غير الربحية، إلى منظمة "فيلانثرو كيدز" الاجتماعية والمدنية، والتي تهدف إلى صقل روح العطاء لدى الاطفال، وتعزيز دورهم في التغيير الاجتماعي والذي لم يسبق لهم الاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أو حتى مجرد امتلاك هاتف خليوي. وأوضحت كانتر بأن "حملة تحدي دلو الثلج لم تنطلق من مؤسسات، بل جاءت على أيدي شباب يرغبون في دعم القضية."
وأفاد باري بأن آلان براون، وهو باحث في مجال الفنون، أول من استطاع أن يكشف عن دور الأقران في تحديد ما هي المناسبات الاجتماعية والثقافية التي تستحق إنفاق المال والوقت، وتلك التي لاتستحق. وأوضحت دراسة قديمة أهمية تأثير الأقران حول فائدة الحفلات الموسيقية الكلاسيكية في العمل الاجتماعي، وجمع التبرعات.
وتوصل باري بعد إجراء أكثر من 11 ألف مقابلة، في 15 مدينة أمريكية، إلى أن 20 في المائة من البالغين أفادوا بأنهم حضروا حفل موسيقي كلاسيكي في العام الماضي. بينما أعرب ما نسبته 56 في المائة عن رغبتهم في قبول دعوة الأصدقاء، أو أفراد العائلة لحضور حفل موسيقي. ويتضح من خلال المقابلات بأن الداعي للتبرع له تأثير على المتبرعين، بمعنى أنه لو كان من مؤسسة رسمية فلن يلقى الاهتمام ذاته كما لو أنّ صديقاً بادر بالدعوة إلى التبرع.
وهذا ما تنطوي عليه فكرة تحدي "دلو الثلج"، التي في ظاهرها طريفة ولكنها ذات مخرجات تستند إلى قيمة اجتماعية تحفز الأقران للمشاركة والتحدي من أجل الخير والعطاء.
وقال براون بأن "المشاركة الضخمة في تحدي دلو الثلج غيّرت في حراك جيل الشباب في عدم الاعتماد على رأي النقاد والخبراء في المؤسسات الخيرية، وإنما على تأثير الأقران." ويذكر باري بأن المؤسسات العاملة في المجال التطوعي فقدت جانبا من قيمتها الإنسانية في تخصيص التبرعات الخيرية، والمتطوعين. وأضاف بأن الأمر أصبح يعتمد على قوة طرح القضية ذات السمة الاجتماعية بين الأفراد والأقران.
وعزى باري ذلك الأمر إلى أن التبرعات الفردية لا تؤثر بنسبة عالية على مستوى الدخل الشخصي، بالإضافة إلى أنّ الشباب يؤثرون دعم القضايا الخيرية غير الرسمية التي تنطوي على عنصر التحدي، على النظام التقليدي في جمع التبرعات.
ويقول باري بأنّ تأثير سياسة حملة تحدي دلو الثلج التي تهدف إلى جمع التبرعات سيبقى منتشراً لفترة زمنية طويلة.
يذكر أن هذا المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه جون باري، نائب الرئيس في مؤسسة "آرثر.م بلانك فاميلي" ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الشبكة.