شغف رصد نبضات الحياة والحميمية تحت أنفاق لندن

منوعات
نشر
3 دقائق قراءة
شغف رصد نبضات الحياة والحميمية تحت أنفاق لندن
Credit: Peter Macdiarmid/Getty

لندن، إنجلترا  (CNN)--  استطاع بوب مازر أن يوظف مهارته في التصوير الفوتغرافي من أجل التقاط صور فوتغرافية للحظات تتصف بالحميمية في شبكة مترو الأنفاق في لندن على مدى اربعين عاماً.

ولد مازر البالغ من العمر (65) عاماً في شرق لندن لأبوين يهوديين، والده موتيل كان سائق سيارة أجرة، وأمه جين سيدة مثقفة شجعته على تعلم الفنون. وتلقى أول آلة تصوير كهدية لدى بلوغه سن الثالثة عشر، أو ما يسمى باللغة العبرية بالميتزفاه.

ويذكر بأن أول صورة التقطها كانت لفندق الهيلتون في لندن قبل أن يبدأ تعلم فن التصوير الفوتغرافي. وبدأ في لتقاط صور مترو الأنفاق في وهو في طريقه إلى عمله كعارض للأفلام السينمائية.

ويعتقد مازر بأنه لم يعترض أحد من الناس عند التقاط صورهم، لأنهم كانوا ينظرون إلى الأمر بأنه ممتع. والتقط مازر صورا منذ فترة السبعينيات للموضة، والموسيقين المتجولين، والسكارى والهاربين، وفضلاً عن صور تمثل قصصاً للحب.

ويصف مازر نفسه بالشخص الفضولي والمتطفل بشكل مفرط، وبانه شخص اجتماعي ذو كاريزما ينظر دائماً إلى الأشياء الجميلة. ويهتم بالتقاط الصور بالمظاهر والأشكال والنماذج، ويحب الإضاءة، بالإضافة إلى أنه يعنى بالوضعية المتكلفة، وتصرفات الناس أمام الكاميرا.

ويرى ان عمله الفوتغرافي يندمج تحت خليط من الألوان والملمس، والشعور المحيط، فضلاً عن الوجوه العابسة والابتسامات اللطيفة، لدرجة أنه يتسائل فيما إذا كان هو من أدى ذلك العمل المميز. ويهتم أيضاً بالتفاصيل المتغيرة  عبر الزمن في لندن من الصحف وأعقاب السجائر الملقاة على  الارض، إلى الأضواء المشعة وشاشات الآي باد.

ويقول بأنه عندما بدأ بالتصوير لم تبد محطات مترو الأنفاق مريحة ومهيئة، ما منحها طابع معين يظهر من خلال الصور. لافتا إلى أن الناس هم من يمنحها ميزة تاريخية، بينما يضيف، بأن أضواء النيون لا تمنح الحياة في المكان الذي يفتقد أيضاً إلى الإحساس.

وأيد موقع شرق لندن "سبيتال فيلدز" أعمال مازر في العام 2013 والتي لاقت وابلاً من الردود. وأصدرت كتب سبيتال فيلدز الصور بالورق المقوى تحت عنوان "مازر مترو الأنفاق" وذلك لأول مرة في معرض تم  عقده في جاليري هوارد غريفين في شورديتش.

ورغم أن غريزته التصويرية قادته إلى التقاط ما تقع عليه عيناه لفترة أربعين عاماً، إلا أنه يدرك بأن مشروعه احتوى أيضاً على لحظات ولقطات تتسم بالوقار. ويقول مازر بأنه يدرك أيضاً بأنه يوثق بعض اللحظات التي قد تصبح ذات منحنى تاريخي في يوم ما.