هذا المقال بقلم علي شهاب، وهو لا يعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN .
باسم الحضارة الفينيقية الخالدة أتوجه برسالتي هذه الى فراعنة مصر.. يا شعب مصر العظيم، أسعد الله أوقاتكم من لبنان؛ مملكة المياه والكهرباء المقطوعة.
لقد بلغنا ما آلت اليه أموركم وأحزننا ما ساءكم نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن بلادكم. ولأن هذه المصيبة قد آلمت بنا منذ فجر التاريخ حتى صارت جزءا من تراثنا الوطني، ونظرا لخبرتنا الكبيرة في التعامل معها، نضع بين أيديكم جملة اقتراحات علّها تسهم في رفع الحصار عنكم.
أولا – أنظروا الى النصف الممتلئ من الكوب: إن ما عجز عنه السياسيون والاطراف المتناحرة لديكم ستحققه كهرباء مصر.. توحيد المصريين حول مصيبة واحدة.
ثانيا – إن انقطاع التيار الكهربائي يساهم في زيادة الولادات على مستوى الوطن لما يُشيع من أجواء رومانسية . بالمناسبة، عندنا في لبنان، هناك مشاعر خاصة يُكنّها الشعب لجابي الكهرباء.. حتى أن بعض السيدات تبادرن الى عناق الجابي عند مجيئه لتحصيل الفاتورة؛ بذريعة أنه "من ريحة الكهرباء" (بالمصرية "لو وحشة".)
ثالثا – اشكروا الله على عدم وجود مفاعل نووي في مصر.. تخيلوا وجود مفاعل لديكم في ظل انقطاع الكهرباء عن وحدات تبريد اليورانيوم..عافانا الله واياكم من هكذا واقعة.
رابعا – الفترة الأولى من المصيبة عادة ما تكون صعبة، ولكنكم سرعان ما ستعتادون. لدينا مَثَل شعبي في لبنان مفاده أن "اسأل مجرب ولا تسأل حكيم". ونحن "مجّربين" كتير، بل نحن خبراء والله. بإذن الله ستتخطون هذه المرحلة وتنقلب الآية قريبا وسترون أن مصر ستنير بأهلها لا بـ"حتة" تيار كهربائي.
خامسا – استعدوا لتمضية شهر رمضان المقبل، بلغنا اياه المولى وإياكم، في الظلام الدامس، ولا تنسوا وقت الإفطار مهما اشتدت عليكم الفتن بأن داخل كل حبة تمر يوجد بزرة.
سادسا – قد تعمد بعض وسائل الإعلام والمسؤولين لديكم الى التعاطي بخفة مع انقطاع الكهرباء بشكل يستفزكم. حافظوا على هدوئكم، فالكهرباء "بتروج وبتيجي" انما المهم الأخلاق.
سابعا – لا تدعوا الأوهام والآمال الزائفة تسيطر عليكم. اذا لاحظتم أي تبدل غير طبيعي في حال الكهرباء؛ كأن لا تنقطع لست ساعات متتالية مثلا، سارعوا الى الاتصال بالشركة للإبلاغ عن عطل محتمل.
ثامنا – اعلموا ان الإنسان لا تقتله شدّة. وأن قلب الانسان يمكن أن يستمر في النبض لفترة لا بأس بها اذا اقتُلع من مكانه، لوجود منظومة كهربائية خاصة به يمكنها استهلاك الأوكسيجين في الهواء. "ما تروح الكهربا بستين نيلة".
تاسعا – لا يسعنا في هذه المصيبة الا أن نقتبس من أقوال الزعيم المصري اللمبي" أوعى تكونوا مفتكرين ان الكهربا أثرت عليّ.. Absolutely..
أنا للي أثرت عل الكهربا".
عاشرا – إن من ينظر الى مصيبة غيره تهون عليه مصائبه. وها نحن نموذج حيّ أمامكم. بلد بمظاهر أوروبية وأسعار خليجية وخدمات كهرباء ومياه وغاز صومالية.
نقول قولنا هذا ونستغفره.. والله الموفق والمُستعان.