دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- "الدنيا أول ما تخلقت، الناس كلها كانت نوع واحد، لكن حتى الدنيا تكمّل والحياة تستمر، ربنا كان لازم يخلق ناس من كل الأنواع." بهذه العبارة، يمكن أن يلخص فيلم "بتوقيت القاهرة" الذي عرض ضمن فعاليات مهرجان دبي السينمائي بدورته الـ11، الشخصيات المختلفة في القصة، والحبكة التي تتضمن الكثير من الحالات الإنسانية.
وتكمن أهمية الفيلم في عودة ثلاثة من عمالقة زمن السينما الجميل، وهم نور الشريف، وميرفت أمين، وسمير صبري، إلى الشاشة الذهبية، بعدما جمعتهم السينما في الكثير من الأفلام، على مدى سنوات طويلة.
ويروي الفيلم ثلاث حكايات تجري في يوم واحد في مدينة القاهرة. "ليلى السماحي" ممثلة معتزلة تبحث عن "سامح كمال" آخر الممثلين الذين شاركتهم دوراً. أما "سلمى" فتواعد "وائل" في شقة أحد أصدقائه بعد استحالة زواجهما. "حازم" تاجر مخدرات شاب، هارب إلى القاهرة من الإسكندرية بعد تورطه مع عصابة هناك، وها هو يقلّ "يحيى" العجوز المصاب بـ "الزهايمر". إنها لحظات مصيرية في حياة ست شخصيات لكل منهم حكايته التي تتصل مع حكايات الآخرين، وتضيء على اكتشافات كثيرة، وقد اجتمع على تجسيد تلك الشخصيات عدد من عمالقة التمثيل في السينما المصرية.
وقال المخرج المصري أمير رمسيس في مقابلة مع CNN بالعربية على هامش فعاليات مهرجان دبي السينمائي، بدورته الـ11، إن "السيناريو جعلني أستخدم ممثلين من نوع معين، والتعاطي مع هؤلاء النجوم كان سهلاً جداً، إذ كان لدينا لغة مشتركة."
واعتبر رمسيس أن "هناك تأثير كبير من جيل الشباب على السينما المصرية،" موضحاً أن "الثورة السياسية في مصر أعطتنا هامش كبير من الحريات، ولكن الثورة التقنية منحت جيل الشباب أيضاَ الكثير من الحريات، ما شجعهم على العمل في صناعة الأفلام، بسبب توافر العديد من العناصر."
ورداً على سؤال حول تناول فيلمه لآفة المخدرات في المجتمع، والعلاقة المحرمة بين الشاب والفتاة، قال رمسيس إن "سينما المخدرات انتهت في مصر، فالمخدرات موجودة في المجتمع، ومن الطبيعي أن يتم ذكرها في الأعمال الفنية،" مشيراً إلى أن "موضوع العلاقات المحرمة، سيؤثر على الأفلام المصرية، طالما المجتمع ما زال يدين هذه العلاقات، والسينما يجب أن تكون جزءاً من خطوط الدفاع."
ويُذكر أن رمسيس، درس السينما في "المعهد العالي للسينما" في مصر. وعمل مساعد مخرج أول في العديد من أفلام المخرج الراحل يوسف شاهين. وفي رصيده عدد من الأفلام الروائية القصيرة والأفلام الوثائقية، وثلاثة أفلام روائية طويلة، عدا عن إخراجه مسلسلاً تلفزيونياً في المغرب.