دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- ما هو الغرض الذي يؤلمنا تركه عند اضرارنا إلى مغادرة بيوتنا؟ هل هو السرير.. الطاولة.. الكرسي.. أم باقي قطع الأثاث التي جمعناها وبحثنا عنها لتصبح جزءاً من حياتنا؟
هل أكثر ما يوجعنا هو فقدان البيت الذي هدرنا نصف عمرنا لنحظى به؟ أم هل هي الذكريات، التي عشناها في هذا المكان، والتي تركت أثراً فينا، وباتت جزءاً من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا؟ وما الذي يعنيه البيت واقعاً ومجازاً، وما الذي نشعر به حين نجبر على مغادرته؟
ويتحدث فيلم "مسكون" عن المأساة السورية ولكن هذه المرة من خلال رصد علاقة السوريين ببيوتهم خلال الحرب. فأوّل ما يقوم به السوريين لدى انفجار قذيفة هو الهروب، ولاحقاً يتذكرون بأنهم لم يلتفتوا ليتذكروا، ويعاينوا ما خلفّوه وراهم. ولم يودّعون بيوتهم، وذكرياتهم، وصورهم، وهويتهم، وكل الحياة التي عاشوها بين جدران تلك البيوت. إنه فيلم يرصد علاقة السوريين ببيوتهم أثناء الحرب.
وقالت المخرجة السورية لواء يازجي، في مقابلة مع CNN بالعربية على هامش فعاليات مهرجان دبي السينمائي بدورته الـ11، إن "مسكون" يركز على الناس وعلاقتهم مع بيوتهم، فالبيت ليس لديه قيمة كحجر، ولكن القيمة التي يضعها الأشخاص في قلب هذا المكان، مضيفة أن السوريين يتعبون كل حياتهم لإيجاد هذا المنزل، وهو أول شيئ يخسرونه.
وأوضحت يازجي أن "البيت ليس مجرد مكان، بل ذاكرة وهوية وعلاقة الماضي والتاريخ، وهو رمز لكل شيئ،" متسائلة "ما الذي يخسره السوريون عندما يخرجون من بيوتهم، هل يكونوا مجرد لاجئين، أم أشخاص بلا تاريخ."
وقالت المخرجة السورية إن "السوريين ليس لديهم رفاهية التشبث بالمكان، إذ فجأة يتبخر المكان،" موضحة أن الفيلم يطرح عدة أسئلة مثل "ماذا يأخذ السوريون معهم؟"
واعتبرت يازجي أن "مسكون" تعتبر كلمة شاعرية وتضم الكثير من المعاني في كلمة واحدة، أي الأشخاص الذين يسكنون في المكان ويسكن المكان فيهم، إذ رأت أن البيوت المدمرة والمهجورة ما زالت مسكونة بالناس وذكرياتهم وحكايتهم.
ويُذكر، أن يازجي تخرجت من "المعهد العالي للفنون المسرحية" في دمشق. وشاركت تمثيلاً في فيلم المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد "مطر أيلول" 2009، كما عملت مخرجة مساعدة في فيلم "نوافذ الروح" 2011 إخراج الليث حجو وعمار العاني. وكتبت سيناريو المسلسل التلفزيوني "الأخوة" 2013. "مسكون" هو تجربتها الإخراجية الأولى.