المرأة السعودية بين الحرية وممارسة الحقوق والاستغلال.. أين الحقيقة؟

منوعات
نشر
5 دقائق قراءة
المرأة السعودية بين الحرية وممارسة الحقوق والاستغلال.. أين الحقيقة؟
Credit: KARIM SAHIB/AFP/Getty Images

تقرير: عبد القادر محمد الزهراني

الرياض، السعودية (CNN) -- بينما تتجه أنظار العالم في يوم المرأة العالمي، إلى الدولة المصنفة من بين أكثر الدول سوءاً فيما يتعلق بحقوق المرأة، بحسب تقرير أصدرته منظمة "هيومن رايتس ووتش" في العام 2008 م، فإن الواقع على الأرض يقول خلاف ذلك، فالمرأة السعودية تمارس عملها جنباً إلى جنب مع الرجل، مع وجود بعض التحفظات التي تنص عليها الشريعة الإسلامية التي تحكم بموجبها البلاد، بالإضافة إلى بعض العادات والسلوكيات، التي ما تزال متغلغلة في المجتمع.

هوازن الزهراني، وهي ناشطة اجتماعية في مجال حقوق الطفل، ترى أن المرأة السعودية كغيرها من النساء المسلمات، مكرمة من الناحية الدينية، إذ يغلب على نسبة كبيرة من المجتمعات الإسلامية الطابع الديني، على حد قولها.

وأوضحت هوازن أنه في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بدأت فعلياً في ممارسة حقوقها في المجتمع، وأضافت : "الملك عبد الله بن عبد العزيز أسس لأن تأخذ المرأة السعودية كامل حقوقها، بل وذهب لدعمها بعدد من القرارات والبرامج، فيما أكمل الملك سلمان بن عبد العزيز مسيرة سلفه، بالحفاظ على المكتسبات التي حققتها المرأة في وقت مضى".

وزادت الزهراني : "خلال العشر سنوات الماضية تقريباً، بدأت النظرة تتغير إزاء المرأة السعودية، فأصبحت صاحبة قرار، وذلك بعد الأمر الملكي الذي أصدره الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز بأن تكون المرأة عضواً يتمتع بالحقوق الكاملة للعضوية في مجلس الشورى، وأن تشغل نسبة20 في المائة من مقاعد العضوية كحدٍ أدنى، وبات المجلس الحالي يضم في عضويته وتحت قبته 30 امرأة من أصل 150 عضواً، هم مجموع أعضاء مجلس الشورى السعودي".

وتؤيد الرؤية ذاتها هيفاء عبد الله، وهي موظفة في قطاع السياحة والفنادق، إذ ترى أن المرأة السعودية لم يعد نشاطها محصوراً كسابق عهدها في الأعمال المنزلية والحياة الزوجية فقط، وإنما باتت هي الأم والزوجة وفي نفس الوقت المرأة العاملة، وبحسب هيفاء أيضاً فإن المرأة السعودية تمكنت من التغلب على عدد من المعوقات، لإثبات فاعليتها كإمرأة عاملة، بالإضافة إلى تكفلها بالأعمال المنزلية وأعباء الحياة اليومية.

وبينت هيفاء أن النظرة للمرأة السعودية تبدلت كثيراً في الآونة الأخيرة، وأصبح الناس يتقبلون وجودها في العمل، بناءً على تجربتها الشخصية في مجال عملها، الذي كان في يوم من الأيام حكراً على الذكور دون الإناث. واستطردت: "لا زال هناك تحديات أمام المرأة السعودية، أبرزها عدم تمكينها لتولي مراكز قيادية، رغم الجدية وروح المثابرة التي أبدتها المرأة في مجالات العمل المختلفة، والتي لا تقل عن الرجل في حسن أدائها".

وخلصت هيفاء بالقول : "نحن جيل التغيير حالياً، وعلى المرأة أن لا تشتكي من المجتمع والظروف، لأن التغيير يبدأ من الفرد، وعلى المرأة أن تحارب للوصول إلى حقوقها كاملة، وفق الضوابط الشرعية والقوانين المنظمة للبلد، لأنني أؤمن بأن المرأة من حقها أن تكون أماً وزوجة وعاملة في الوقت نفسه".

وبالعودة إلى هوازن الزهراني، فإن موضوع المرأة في الخليج العربي والمملكة العربية السعودية تحديداً "حمل فوق طاقته"، معللة ذلك بأن : "هناك من يستغل خرق التشريع الديني أو القوانين المنظمة للبلد، أما بحثاً عن الشهرة وتسليط الأضواء عليها، أو بإيعاز من أحد، وهم يتذرعون في ذلك بممارسة الحرية، متناسين أن لكل بلد خصوصيته وقوانينه، وبالتالي هم بذلك يسيئون للمرأة السعودية وحقوقها ولا يخدمون مطالبها الرئيسة".

فيما اختلفت عفاف الحربي مع قريناتها هوازن وهيفاء، إذ ترى أن النساء السعوديات، ورغم ارتفاع سقف الحرية لهن في الفترة الأخيرة، إلا أنهن يعانين من فقدان عدد من حقوقهن، مضيفة أن أن المرأة لم تتمكن حتى اللحظة من أخذ حقها الأولي في تحديد شريك حياتها، باستثناء الأقلية على حد وصفها، وأضافت : "حتى في الشرع الإسلامي فأن المرأة من حقها الموافقة أو الرفض باختيار زوجها المستقبلي، ومع ذلك يلجأ عدد من الآباء وأولياء الأمور إلى تجاهل المرأة تماماً وفرض الزوج عليها، ومنحه القبول دون مشاورتها، أما طمعاً في ماله ومنصبه الاجتماعي، أو بدافع رغبته الجامحة في الخلاص من الفتاة عبر سترها بالزواج".