الرباط، المغرب(CNN) -- لم يشتهر رسام كاريكاتير بالمغرب كما اشتهر خالد كدار، فليست الدعاوى القضائية الكثيرة التي تعرّض لها هي سبب الشهرة، ولكن إبداعاته في الرسم هي من بوّأته هذه المكانة، إذ تحوّل توقيعه في الرسم إلى علامة جودة تؤكد تفرّده في مغازلة الريشة.
عمل كدار مع صحف مغربية مثل جريدة المساء، وأخبار اليوم المغربية، والأخبار، وهسبريس، زيادة على جرائد ومجلات فرنسية، منها شارلي إيبدو. كما تعرّضت الكثير من رسوماته للجدل خاصة تلك المرتبطة بالدين، إذ كلّفته سخريته الكثير من الانتقادات.
يقول خالد كدار : "الكاريكاتير يعاني من خطوط حمراء جديدة بالمغرب انضمت للخطوط القديمة. لقد صار محاصرًا اليوم أكثر من السابق، وهو أمر طبيعي، لأنه عندما تتراجع حرية الصحافة، يحتفظ الكاريكاتير بوضعه، كما يكون هو أوّل من يستغل أيّ تقدم في هذه الحرية."
ويتابع كدار لـCNN بالعربية: "من الطبيعي أن تخلق الرسومات الجدل وإلا ستكون دون جدوى. لا أعتقد أن هناك رفضًا من المغاربة لأعمالي، بل يتفاعلون بشكل إيجابي معها، حتى الفئة المحافظة منهم. بصفة عامة يبقى التفاعل بكل أنواعه إيجابيًا لأنه ليس من الضروري إرضاء الجميع."
وعاد كدار إلى الهجوم الإرهابي على مجلة شارلي إيبدو ليؤكد أن "المسلمين لا يقبلون الرسم بشكل عام، هو غريب عنهم من الناحية الثقافية، ومحظور من الناحية الفقهية"، متابعًا أن ما فرض الرسم على العالم الإسلامي هي "العولمة التي جعلت المسلمين ينفتحون على العالم الخارجي."
ويضيف كدار أن "الثورة الرقمية زادت من تعرّف المسلمين على ما يحدث في بقية أقطار العالم، لذلك تحدث ردود فعل قاسية على بعض الرسومات بدعوى الاستفزاز والمس بالدِّين"، غير أن هذه الثورة بالمقابل، "حرّرت شريحة واسعة من المجتمعات المتديّنة، خاصة في علاقتها مع الكاريكاتير" كما يقول.