الرباط، المغرب (CNN) -- تتعدّد الفنون الكلامية التي يُبدع فيها الشباب العرب، حتى وإن كان امتداد البعض منها ضعيفًا في المنطقة، ومن ذلك ما يُعرف بـ"الصلام" الذي بدأ في العالم عام 1986، ويعتمد على قراءة شعرية خالية من قواعد النظم والإلقاء، ويتطرّق أساسًا لمواضيع اجتماعية وسياسية أكثر منها عاطفية.
مصطفى الصلامور، أستاذ تربية رياضية بالمغرب، عرفه متتبعوه في البداية مغنيًا لفن "الراب"، لينتقل بعده إلى 'الصلام" الذي منحه اسمه. أنشأ مجموعة من مقاهي هذا الفن ببلاده، ومثله في مسابقات إقليمية ودولية، كما أصدر أوّل ألبوم مغربي مخصّص لفن "الصلام".
قبل خمس سنوات، لم يكن هذا الفن معروفًا في المغرب، وكانت غالبية محاولات نشره تتم عبر المراكز الثقافية الأجنبية. كان المغاربة يتساءلون في كل مرة يسمعون بكلمة "الصلام" عن معناها، ولحد الآن يتجاهل منظمو المهرجانات هذا الفن بمبرّر عدم شعبيته، إلّا ذلك لم يمنع مصطفى من الاستمرار.
يقول مصطفى في حوار مع موقع CNN بالعربية: "رغم انتشار الفن عند الشباب والجمهور الناشئ، إلّا أن الداعمين انصاعوا وراء الأذواق الاستهلاكية وسوق العبث الفني المُملى علينا من شركات الإنتاج العربية والدولية، التي لا تسعى إلى تطوير الذوق عند المستمع، وإنما إلى هدر آلاف الدولارات على حفلات فنية لا تصل إلى الجمهور."
ويضيف مصطفى: "أصبح 'الصلام' في فرنسا جزءا من المقررات الدراسية وأصبح حاضرًا في مختلف الملتقيات الفنية، بينما يعاني 'الصلام' المغربي الإقصاء، ممّا دفعنا إلى إنشاء مقاهي خاصة به، حققت نجاحًا كبيرًا، إذ غالبًا ما تكون ممتلئة عن آخرها، وستصل قريبًا إلى النسخة الـ13."
وعن الانتقادات التي تصف فنونًا مغربية مؤخرًا بالرديئة، يجيب مصطفى: "فنانو 'الصلام' يتقاسمون مواضيع جادة حول القيم الإنسانية، إذ لا سبيل للتهريج أمام جمهور مثقف وواعٍ. لكن في المقابل، هناك سموم تُدّس للجمهور تحت اسم الفن. لذلك أتساءل كيف تسمح الجهات المختصة بتوزيع أشرطة تحمل كلمات ماجنة تسيء لسمعة المغرب الثقافي."