الرباط، المغرب (CNN) -- رغم التنصيص على اللغة العربية في دساتير الدول المغاربية، إلّا أن ذلك لم ينعكس على حضورها في الحياة العامة وداخل الإدارات، إذ لا تزال الفرنسية متداولة بشكل كبير في تونس والجزائر والمغرب، لدرجة أن هناك الكثير من الأحداث المهمة التي تنظم بالفرنسية رغم توجهها إلى شعوب هذه البلدان.
فباستثناء ليبيا التي احتلتها إيطاليا، وموريتانيا التي لم تكن قد تشكّلت رسميًا خلال مرحلة الاستعمار، احتلت فرنسا البلدان المغاربية الثلاث المتبقية، حتى وإن برّرت ذلك في المغرب وتونس بالحماية، وهو الاحتلال الذي أثر في لغات هذه البلدان، كما يؤكد موسى الشامي، رئيس جمعية حماية اللغة العربية بالمغرب.
ويضيف الشامي في تصريحات لـ CNN بالعربية، أن تأثير الاستعمار الذي لا يزال مفعوله باديًا حتى اليوم، لم يقلص من حضور اللغة العربية، بل العكس، تتقدم العربية بشكل واضح في البلدان المغاربية عبر التدريس والإعلام المرئي والمسموع والمكتوب والتكنولوجيات الحديثة التي شجعت على الكتابة بالحرف العربي، مستدلًا على ذلك بكثرة مطالعي وسائل الإعلام العربية على نظيرتها الفرنسية في المنطقة.
غير أن هذا التقدم ليس كافيًا في نظر المتحدث، إذ يقول: "علينا أن نستعمل اللغة العربية في تواصلنا اليومي، وأن نبدأ من المدرسة، فليس مقبولًا أن يشرح الأستاذ الدرس لتلاميذه بالعامية، كما ليس مقبولًا أن يُعهد لمن لا تجربة له بالتدريس في الأقسام الأولى".
ويزيد الشامي في القول: "كما علينا ألّا نجعل العربية في موضع صراع مع بقية اللغات، فالأمازيغية مثلًا إرث للجميع، ويمكن الرقي باللغتين معًا دون إقصاء أيّ منهما، أما الفرنسية والإنجليزية، فيمكن الاستعانة بهما لمزيد من تطوير بلداننا، دون أن يصل ذلك إلى الاتكال عليهما بالكامل".
ويتابع الشامي: "الشعوب المغاربية أكثر إتقانًا لقواعد اللغة العربية من الشعوب المشرقية، فرغم تكوين الكثير منا في المدارس الفرنسية، إلّا أننا لا نجد صعوبة كبيرة في إجادة هذه القواعد واحترامها"، مستطردًا: "قدرات اللغة العربية هائلة وتمكّننا من ولوج العلوم والاقتصاد بدل التذرّع بقصورها عن ذلك، فهي لغة حيّة ومتطوّرة".