الرباط، المغرب (CNN) -- يستمتع الآلاف من الشباب المغاربيين بفن الراي، فعندما تركب في سيارة تاكسي سواء بالعاصمة المغربية الرباط، أو الجزائر العاصمة، أو تونس العاصمة، تتلقف أذناك أغاني عاطفية لفن الراي. يختلف المغنون وتختلف الجنسيات بين الجزائرية والمغربية والتونسية، إلّا أن المغنين الجزائريين، يعدّون الأشهر والأكثر انتشارًا.
ومن أشهر ما جادت به الساحة الجزائرية من نجوم الراي، هناك المرحوم الشاب حسني الذي اغتيل عام 1994 على أيادي متشددين إسلاميين، والشاب نصرو الذي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية منذ زمن، والشاب خالد الذي نال شهرة واسعة في السنوات الأخيرة، والشاب بلال، معشوق الجماهير المغربية.
بيدَ أن الحديث عن فن الراي، يقود للحديث عن نشأته، خاصة مع تعدد الروايات، ففي الجزائر، تشير مجموعة من البحوث، منها كتاب لسعيد خطيبي، أن الأصل يعود إلى موسيقى مدينة وهران والموسيقى البدوية القديمة، ثم بعد ذلك ما عُرف بـ"البوب راي" في سبعينيات القرن الماضي، وبعدها جيل راي "الشباب" بداية الثمانينيات الذي مكّن من وصول هذا الفن إلى العالمية.
في الجانب المغربي، كان بلقاسم الجطاري، أستاذ في كلية الآداب بمدينة وجدة المغربية، قد أشار سابقًا إلى أن فن الراي لا ينتمي إلى بيئة بعينها، بل "هو امتداد لثقافة شعبية كان يؤمن بها من المجتمعات المغاربية سواء في منطقة الجزائر أو الريف، خاصة أنه ليس هناك معايير لانتماء نمط غنائي لمنطقة معيّنة".
وكان المغرب قد شهد خلال عقد التسعيينات وبداية الألفية الكثير من الأسماء التي بزغت في فن الراي، كـ"محمد راي"، و"الشاب عمرو"، و"الشاب رزقي" و"ميمون الوجدي" و"هند حنوني" الملقبة بالداودية، والتي انتقلت مؤخرًا إلى غناء ما يعرف بـ"فن الشعبي".
وبشكل عام، تؤكد غالبية الدراسات الموجودة في الانترنت أن أصل فن الراي يبقى جزائريًا، خاصة وأنه انتشر في المغرب بداية في مدينة "وجدة" التي توجد في الحدود الجزائرية، زيادة على أن غالبية الأسماء المغربية التي عُرفت في فن الراي، لم تستمر فيه، بينما لا زال الكثير من نجوم الراي الجزائريين، يحيون سهراتهم في الكثير من بقاع العالم.