الرباط، المغرب (CNN) -- ينتج المغرب سنويًا 25 فيلما طويلًا، ممّا يجعل منه أكبر منتج سينمائي في المنطقة المغاربية، غير أنه خلف هذا الإنتاج، هناك الكثير من المشاكل التي تعاني منها السينما المغربية. لعلّ غياب الاستثمار الخاص هو أكبر وجوهها.
في هذه الدردشة مع موقع CNN بالعربية، يتحدث بلال مرميد، الإعلامي المتخصص في السينما، وصاحب برنامج حواري مشهور في إذاعة ميدي 1راديو، عن حقيقة عبارة "السينما المغربية" وعن أكبر التحديات التي تواجه هذا الفن، في بلد يستقبل سنويًا تصوير عشرات الإنتاجات السينمائية العالمية.
كيف تقيّم حضور السينما المغربية في المهرجانات العالمية، لا سيما وأننا نسمع بشكل دائم عن تمثيل فيلم سينمائي للمغرب؟
يجب أن نتحدث عن أفلام مغربية وليس سينما مغربية، لأننا بصدد بناء لبناتها، ولكن تجاوزًا نسميها السينما المغربية. حضورنا في المهرجانات السينمائية، الدرجة الأولى، لا يزال خجولًا، وفي أفضل الأحوال يشارك اسم من الأسماء بطريقة غير منتظمة في فئة ثانية أو ثالثة في "كان" أو "برلين" مثلا.
هناك الكثير من السينمائيين المغاربة الجدد الذين يقدمون أعمالًا محترمة وتجعلنا نأمل خيرا في المستقبل مثل عبد السلام الكلاعي ونبيل عيوش و هشام العسري ومحمد مفتكر و ليلى كيلاني. عموما، بعض أعمالنا السينمائية تشارك عادة في مهرجانات أجنبية صغيرة، منها من تحترم السينما وبعضها تافه وعدد جوائزه يفوق عدد الأفلام المشاركة.
في نظري أن المخرج الذي يستشهد بحصوله على جائزة من الجوائز يبحث في الحقيقة عن تغطية ضعف عمله و لنا أمثلة كثيرة من عددا الصنف.
هل تتفق مع الفكرة القائلة إن السينما المغربية تعدّ الأكثر جرأة وتحرّرًا في الوطن العربي؟
نحن من البلدان القليلة جدا في العالم العربي التي لا يقع فيها تضييق كبير على المخرج السينمائي، وأتحدث هنا عن الأعوام الأخيرة. لكن هل ستستمر الأمور على هذا الحال مع الادارة الجديدة للمركز السينمائي؟ شخصيا أتمنى ذلك، وأن ندفع بالمخرجين السينمائيين للتوظيف الجيد للجرأة.
لن يقبل الوسط السينمائي على كل حال التضييق والتراجع، وإن وقع هذا، فسنندفع تدريجيًا نحو الموت البطيء.
باستثناء دعم المركز السينمائي المغربي، لا تتوّفر السينما المغربية على موارد كافية. في نظرك، لماذا لم يستطع المغرب خلق صناعة سينمائية حقيقية؟
لنكن منصفين، المنح التي يمنحها المغرب لمشاريع الأفلام محترمة جدا، بل وتعدّ من أكثر منح الدعم التي تتلقاها السينما في المنطقة المتوسطية ككل. لكن ما ينقص هو الاستثمار الخاص في السينما، وغالبية منتجينا هم مجرد منفذي إنتاج، وللأسف غالبية منفذي الانتاج هم سماسرة.
هناك من يربط غياب الإنتاج بتضاءل القاعات السينمائية؟
صحيح، فلكي يتقوى الانتاج، من اللازم أن يتم احياء القاعات السينمائية التي بامكانها استقبال الافلام المنتجة، وهو ما سيشجع الناس على خوض مغامرة الانتاج. قاعاتنا صارت قليلة العدد، لدرجة أن تناقصهما صار أكبر مشكل نعيشه في المجال.
إذا ما استمر الحال على ما هو عليه، فقريبا لن تفرق الأجيال الصاعدة عندنا بين ظلمة القاعات و ظلمة الكهوف. شباب في السادسة عشرة من عمرهم لم يسبق لهم أن شاهدوا قاعة سينمائية في حياتهم، إذن كيف يمكننا إذن ان نتحدث عن صناعة سينمائية، ما دامت القاعات تموت تباعا.
أخيرًا، هل لدينا في المغرب نجومًا سينمائيين، أم مجرّد ممثلين يؤدون أدوار دون الوصول إلى مرتبة النجوم كما في الخارج؟
النجم تصنعه كبريات شركات الانتاج في البلدان التي تتوفر على صناعة سينمائية، وبالتالي تعثر على ممثل نجم، خرجاته الإعلامية محسوبة ووراءه فريق عمل كبير و ختياراته الفنية لا تفرضها ضرورة الحصول على أجر للعيش.
في المغرب ، لدينا بعض الممثلين الجيدين الذين اضطروا لإثبات كفاءتهم من خلال الأعمال التلفزية أولا، و لهم دعم جماهيري، لكنهم ليسوا نجوما بالمعنى المتعارف عليه. الدعم الجماهيري لممثل ما أمر مطلوب، لكنه لا يجعل منه نجما.