الرباط، المغرب (CNN) -- تستمر فعاليات الدورة 21 من مهرجان مدينة فاس للموسيقى العالمية العريقة، وذلك بإحياء الفنان التونسي، صابر الرباعي، لليلة الثانية من سهرات هذا المهرجان الذي يتخصص هذا العام في الموسيقى الإفريقية، في موعد دأبت العاصمة العلمية المغربية على استضافته، ويجمع كل سنة المئات من محبي الفن الروحي والصوفي.
حفل الافتتاح الذي احتضنه فضاء باب الماكينة ليلة الجمعة 22 مايو/ أيار، وحضرته زوجة الملك المغربي، الأميرة للّا سلمى، عرف عرضًا فنيًا رائعًا أخرجه مصمم العروض الاستعراضية ألان فيبر، تعرّف الجمهور من خلاله على جمالية الفن الإفريقي، عبر تتبع مسيرة الشيخ سيدي أحمد التيجاني والرحالة حسن الوزان الملّقب بـ"ليون الإفريقي" في عدة بقاع من القارة الإفريقية.
في كلمة له بالمناسبة، قال آلان فيبر: "إذا كانت فاس أندلسية، عربية أو أمازيغية، فهي كذلك إفريقية. الحجاج والتجار الذين نشروا الإسلام، سافروا مبكرًا لأجل اللقاء بالشعوب الإفريقية. في ذلك الوقت، كان صراع الثقافات حاضرًا بين هذه الشعوب: قبائل وثنية من الأنهار الإفريقية الكبرى، بدو الصحراء، الطوارق أو الرّحل، أمازيغ الأطلس والريف، وتجار مسلمون ومسيحيون ويهود".
كما تحدث رئيس المؤسسة المنظمة "روح فاس"، عبد الرفيع زويتن، عن أن مدينة فاس تملك روابط ثقافية مه الصحراء ومع ما كان يُعرف بـ"بلاد السودان" منذ زمن، مبرزًا أن المدينة عُرفت كممرٍ جمع القوافل التجارية القادمة من دول إفريقيا جنوب الصحراء بالشمال الإفريقي، وما نتج عن ذلك من تلاقح بين ثقافتي المنطقتين.
ولا تتوقف عروض هذا المهرجان في الباب التاريخي الشهير "باب الماكينة"، بل تحتضن عروضه مساحات أخرى داخل المدينة، منها متحف البطحاء، ساحة بوجلود، حدائق جنان السبيل، دار عديل، وفاس سايس. ومن بين 500 فنانًا يحضر في هذا المهرجان الذي سيختتم يوم السبت المقبل، يوجد الفنان الإماراتي الحسين الجسمي.