القاهرة، مصر (CNN) -- اعتبر مؤلف مسلسل "حارة اليهود" الكاتب والسيناريست الدكتور مدحت العدل، أن سبب الضجة المثارة بشأن العمل الدرامى الذي يعرض على عدد من القنوات الفضائية خلال شهر رمضان، هو تقديم الشخصية اليهودية بشكل مختلف، حيث كان هناك تناغم وتقبل لفكرة الآخر في الفترة التي تدور حولها أحداث المسلسل.
و أوضح العدل في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن الكثيرين لا يتمكنون من التفريق بين اليهودية كديانة وما وصفه بالصهيونية، كما هو الحال مثل التفريق بين الإسلام كديانة، وتنظيم إرهابي مثل "داعش" لافتا إلى أن رسالة المسلسل تدور حول فكرة تقبل الآخر دون النظر الى الديانة بالتحديد.
وطالب مؤلف العمل بضرورة مشاهدة المسلسل حتى نهايته حتى تكتمل الرؤية للجميع، واصفا الحساسية تجاه عمل درامي بأنه إحساس مريض للغاية.
وأثار المسلسل الذي تقوم ببطولته الفنانة منة شلبي والفنان إياد نصار ضجة كبيرة، وهجوم من الصحف الإسرائيلية ومنتمين لجماعة الإخوان ورئيس طائفة اليهود بمصر ماجدة هارون.
ونقلت وسائل إعلام مصرية بياناً منسوباً للسفارة الإسرائيلية في صفحتها على موقع "فيسبوك"، تنتقد فيه العمل الدرامي، وتعتبره تحريضاً ضدها قائلة: "لقد شعرنا بالأسف الشديد خلال متابعتنا لمسلسل حارة اليهود، خصوصاً أن المسلسل بدأ يأخذ مسار سلبي و تحريضي ضد دولة إسرائيل، مسلطاً الضوء على الشخصيات الإنسانية ليهود الحارة كقناع لمعاداة دولة إسرائيل، و كأنها عدو وحشي يريد أن يفتك بالجميع".
وذكر البيان " أنه للأسف الشديد بعد مرور 36 عاماً من توقيع اتفاقيه السلام بين مصر و إسرائيل مازال التحريض مستمر ضد دوله إسرائيل وضد اتفاقيه السلام ونشير أن هذا التعامل ليس له مثيل بين جميع دول العالم الصديقة".
وقال الدكتور مدحت العدل إنه كان يتوقع هذا الجدل الكبير عند كتابة هذا العمل الدرامي، مضيفاً أن المواطنين العادين استقبلوا العمل بشكل طبيعي بعيداً عن الانتماءات والإيديولوجيات السياسية، وخصوصاً أنه حقق أعلى نسبة مشاهدة بين الأعمال الدرامية المعروضة برمضان.
وحول هجوم بعض أنصار جماعة الإخوان على المسلسل، أوضح العدل أن "جماعة الإخوان سياسية وليست إسلامية عندما أتحدث عنها فإنني لا أتحدث عن الإسلام، كما يتم سرد الوقائع الحقيقة لهم بالمسلسل، أما الأمور الجدلية فيتناولها العمل بالتركيز على إيضاح وجهات النظر المختلفة".
وأشار العدل بشأن انتقادات رئيس طائفة اليهود إلى أنه "يحترم الاختلاف بوجهات النظر ولكن انتقادها لم يكن له علاقة بالدراما حيث تحدث عن ضيق الشقق السكنية في هذه الفترة مقارنة باتساعها بالمسلسل وخصوصاً أن التصوير التلفزيوني يحتاج إلى مساحات واسعة."
ولفت العدل إلى أن "انتقاداتها تناولت الملابس والمعبد اليهودي، رغم من الإستعانة بخبراء في تصميم الملابس، وباحث كبير في شؤون اليهودية".
من جهة أخرى، قالت الناقدة الفنية ماجدا خير الله، إن رد الفعل الإسرائيلي على المسلسل كان طبيعياً ومشابهاً لأحداث سابقة مدللة على ذلك باحتجاج "تل ابيب" على إذاعة مسلسل "فارس بلا جواد" للفنان محمد صبحى عام 2002 والذي كان يتحدث عن "بروتوكولات بني صهيون"، وقام التليفزيون المصري بمنع إعادة عرضه آنذاك.
وأضافت خير الله في تصريحات لـCNN بالعربية، أن الأمور لم تعد بيد التلفزيون المصري حيث يعرض المسلسل عبر القنوات الفضائية الخاصة، مشيرة إلى أن الصورة الذهنية لدى المواطنين عن الشخصية اليهودية ليست دقيقة وهناك خلط مع ما وصفته بالصهيونية.
وقالت خيرالله: "هناك زمن كان به المصريين كتلة واحدة ويتقبلون الأخر،" موضحة أن "هجرة الكثير من اليهود من مصر إلى إسرائيل، أدت إلى رفض العديد منهم، وهجرتهم إلى أوروبا."
واعتبرت خير الله أن "الفكرة بدأت بالفيلم التسجيلى للمخرج أمير رمسيس عن يهود مصر"، لشخصيات لديها حنين لمصر، ولكن الجدل الكبير لمسلسل"حارة اليهود" يرجع لعرض المسلسل على العديد من القنوات الفضائية ومشاهدته من قبل جمهور عريض بثقافات مختلفة.