حكاية منزل العفاريت.. غريبة وقد تكون مضحكة

منوعات
نشر
4 دقائق قراءة
تقرير أفراح ملاعلي
حكاية منزل العفاريت.. غريبة وقد تكون مضحكة
أشخاص يغطون وجوههم بالنفط ويحملون قرون ثيران يشاركون في مهرجان الشياطين والأقنعة في اسبانياCredit: David Ramos/Getty Images

هذا المقال بقلم أفراح ملاعلي، تروي خلاله الكاتبة جزءاً من حكاية قديمة تتوارثها الأجيال في اسبانيا، والآراء الواردة فيه لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة CNN.

مدريد، عاصمة المملكة الاسبانية، المليئة بالقصص والحكايات المتفردة. البعض منها حصل فعلا والبعض الآخر كان مجرد اسطورة يتم تناقلها من شخص الى شخص حتى وصولها الينا. حكاية منزل العفاريت هي واحدة من تلك الحكايات الغريبة وقد تكون مضحكة بعض الشيء!

تحديدا في شارع دوكي ليريا la calle de duque leria  بمدريد، تم بناء منزل بأمر من الملك فيرناندو السادس في القرن الثامن عشر بهدف تأجيره للعاملين في القصر. مر على هذا المنزل العديد من المستأجرين وصولا الى مجموعة من الرجال الذين قاموا باستئجاره بهدف لعب القمار والرهان. وفي ليلة من الليالي الممطرة بالورق والنقود، تشاجرت مجموعة من المقامرين وتعالت الأصوات، ففتح باب من داخل المنزل رجل بحجم طفل ولحية طويلة يأمرهم بالصمت. عمّ الهدوء المكان وبدأت النظرات تتحدث بصخب عن من يكون هذا الكائن وماذا يفعل بالمنزل و من أين اتى؟! وبعد هذا الهدوء عادت الصرخات والشتائم تحاصر المكان مرة أخرى من قبل المقامرين وكأنهم يريدون ان ينسوا ما حدث، ولكن تناسي أمر غير طبيعي لم يكن قرارا حكيما، حيث خرج لهم 6 أقزام وهجموا عليهم، فهرب المقامرون ولم يعودوا الى هذا المنزل ابدا!

بعد فترة زمنية تم شراء المنزل من الماركسية دونيا روساريو دي بينيغاس Doña Rosario de Benegas  وخلال انهماكها بوضع الأثاث لاحظت أختفاء تمثال صغير للمسيح فتوجهت للغرفة بهدف البحث عنه، فتفاجأت بوجود قزم غريب الشكل حاملا التمثال. لم يمر 48 ساعة حتى وضعت السيدة روساريو اعلانا بالخط العريض لبيع المنزل، لتخرج منه بدون رجعة!

بقي هذا المنزل مهجورا لفترة طويلة، وجميع محاولات بيعه باتت شبه مستحيلة، حتى اشتراه رجل الدين والخطيب  ميلشور دي ايفيجانيدا Melchor de Avellenda، وحين كان منهمكا بكتابة أحد خطاباته رفع عينه فاذا به يرى قزما غريب الشكل مرتديا مسوحه! من الطبيعي الهرب من هذا المنزل ولكن ليس من السهل اخافة رجل دين! فقرر السيد ميلشور البحث عن هذا الكائن ومعرفة من أين أتى ولكن دون جدوى! وفي أحد الايام نسي السيد ميلشور بعضا من أوراقه في المنزل وطلب من مساعد له بالكنيسة احضارها، وعند دخوله المنزل ارعبته بعض الاصوات والهمسات خلفه، فنظر وراءه واذ به يرى قزما بلحية يتتبعه! فخرج هاربا مفزوعا واقسم انه لن يعود للمنزل! بعد فترة زمنية ليست بطويلة يقرر السيد ميلشور الخروج من هذا المنزل! يظهر أن السيد ميلشور قد سئم من هذا الكائن!

بقي المنزل على هذا الحال فترة طويلة وبدأ الناس بسرد القصص حول المكان حتى وصل الخبر الى مسامع مكتب القساوسة، فاجتمعوا واقروا طرد هذه الروح الشريرة من المنزل، بعد الاخذ بأقوال أكبر عدد ممكن ممن سكنوا فيه، وتوجهوا فيما بعد الى منزل العفاريت بحثا عن هذا القزم المخيف حاملين معهم ماء مقدس، شموع، والملح بكميات مبالغة!  ولكن أهل المدينة لم يكتفوا بذلك و قاموا بأحراق المنزل و حملوا معهم الفؤوس لهدمه!

البعض يقول إن الحكاية تتلخص في أن الأقزام ليسوا سوى مزورين للعملات اتخذو هذا المنزل مكانا لعملهم، ولكي يبعدوا الشبهات كانوا يخيفون أي شخص يقطن به! ولكن من أين يدخلون وكيف يختفون! كائنا من كان هذا العفريت القزم، تبقى حكايته في مدريد متداولة حتى أصبح جزءاً من ثقافة مدينة تبيع تماثيل لأقزام جالبة للحظ ! أو لتكون مجرد ذكرى! هكذا تتميز اسبانيا...

دمتم بهوى أسباني...