تيما الشوملي: أنا ممثلة وكاتبة ومنتجة وعاشقة للسينما وهذه نصيحتي للمواهب الجديدة

منوعات
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  لا يمكن أن تصفها سوى بالفراشة، فبخفة ظلها تجدها تعمل بكل جد واجتهاد لتصنع بصمة واضحة في فضاء السينما والعمل التلفزيوني والإلكتروني. فبالنسبة لتيما الشوملي، الفتاة الأردنية التي اشتهرت عبر أعمال "خرابيش"، البدايات لم تكن سهلة، خصوصا وأنها فتاة تعيش في مجتمع محافظ، لا زال جزء منه يرى في ظهور البنت على شاشات التلفزيون والسينما أمرا غير مستحب.

عرفت تيما الشوملي من خلال ظهورها في "بث بياخة" عبر موقع يوتيوب، ومن ثم مشاركتها في مسلسل "في ميل"، إلى جانب رجائي قواس من خلال شركة "خرابيش" الأردنية، وحاليا تعمل الشوملي على مجموعة من المشاريع التي ترغب من خلالها في إغناء المحتوى الإلكتروني، إلى جانب الابتعاد عن الصورة النمطية التي تلاحق المرأة، العربية بشكل خاص، في فضاء الإنترنت.

تيما الشوملي تواجدت مؤخرا في دبي، وأجرت حوارا مع موقع CNN بالعربية، عادت معنا فيه إلى بداياتها، وسر اختفائها فترة من الوقت بعد "في ميل"، إضافة إلى نصائح تقدمها للفتيات ممن يرغبن في دخول عالم "ستاند أب كوميدي" عبر الإنترنت.

كيف كانت بداية تيما الشوملي مع التمثيل والكوميديا الساخرة عبر الإنترنت؟

بدايتي في التمثيل كانت مصادفة بحتة، فأول برنامج شاركت فيه كان برنامج "بث بياخة،" إذ كنت جالسة مع عدد من أصدقائي، وكانوا بصدد البحث عن ممثلة لدور رئيسي في البرنامج، فطلبوا مني أن أجرب حظي، وبعدما وقفت ومثلت وأديت الدور، بهروا بأدائي، وطلبوا مني بشكل جاد أن أكون جزءا من العمل. وبالفعل، وافقت. منذ فترة طويلة، كنت أحب تقديم البرامج وكتابة محتواها، فبعد نجاح "بث بياخة" بين الناس، قررت أن أقدم برنامجي الخاص، فكان برنامج "في ميل"، إذ كنت أخرج للشارع وأستقصي آراء الناس، ومن ثم أقدم رأيي الشخصي في موضوع كل حلقة. فكانت هذه هي بداية "في ميل"، ليصبح لاحقا عملا من عدة أجزاء.

كثيرون يعرفونك من خلال الكوميديا، فماذا عن المواهب الأخرى التي تمتلكينها؟

قبل أن أكون ممثلة كوميدية، أنا كاتبة، ومنتجة، وأعشق الأفلام والسينما. في الجامعة، درست إدارة الأعمال، ولكني كنت في الوقت ذاته أحب الكتابة كثيرا، فشاركت في ورشات عمل سينمائية نظمتها الهيئة الملكية للأفلام، وفي تلك الفترة، تم افتتاح جامعة البحر الأحمر للفنون السينمائية في العقبة. كانت هذه الجامعة هي مبادرة مشتركة بين ستيفن سبيلبيرغ والملك عبد الله الثاني، وكانت قد طرحت برنامج الماجستير في الكتابة والإنتاج السينمائي إلى جانب برامج أخرى. قدمت طلبي للجامعة، وتم قبوله رغم صعوبة الأمر.

بعد مشاركتك في "في ميل،" غبت عن الشاشة ولم نعد نراك في أعمال جديدة. فما سر هذا الغياب؟

أنا لم أختف، فعدم ظهوري على الشاشة في أي أعمال جديدة لا يعني بالضرورة أنني مختفية. أنا لدي شركة إنتاج اسمها "فلمزيون." الناس تعرفني عادة كوجه على الشاشة ولم يعرفوني خلف الكواليس، ولكني موجودة دائما وأتواصل مع جمهوري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنني أشارك في برنامج "دردتشات" الذي يعرض على قناة الإمارات. وحاليا، أشارك في برنامج "نداء" الذي سيعرض على قناة ديسكفري TLC، وهو من إعداد زينب صلبي، ويتناول قضايا المرأة والرجل في العالم العربي عبر حوارات متعددة. وإضافة إلى ذلك، أعمل على تحضير برنامج جديد خاص بي ربما يحتاج إلى الكثير من الوقت.

تمت دعوتك خلال هذا العام للمشاركة في قمة حول المرأة في نيويورك، فكيف كانت أجواء المشاركة؟ ولماذا تم اختيارك؟

قمة "المرأة حول العالم" هي قمة سنوية تحضرها عدد من الشخصيات المهمة في عالم السياسة والفن وغيرها. وهذا العام، كنت محظوظة جدا لأن يتم ترشيحي للمشاركة إلى جانب نساء أعتبرهن عظيمات ومثلا أعلى بالنسبة لي. ومن أبرز المشاركات التي كنت سعيدة بالوقوف إلى جانبهن، الملكة رانيا، فقد كان شرفا كبيرا بالنسبة لي. خبرتي كممثلة كوميدية عبر الفضاء الإلكتروني وعملي ككاتبة ومنتجة كانت السبب في اختياري للمشاركة في هذه القمة. أتمنى أن أكون قد مثلت بلدي الأردن بشكل طيب، كما أن أي شخص يشعر بالفخر حين يبذل مجهودا ليمثل بلده بصورة مشرفة، ويغير الصورة النمطية التي يمتلكها العالم عن العرب والمسلمين.

ما هي نصيحتك للفتيات الراغبات في خوض تجربة تقديم "ستاند أب" كوميدي عبر الإنترنت؟

في الوقت الحالي، لم نعد بحاجة إلى التلفزيون لتقديم مواهبنا، فكل ما علينا فعله هو حمل الهاتف أو الكاميرا والتصوير والنشر، فالمسألة ليست بالتكنولوجيا، ولكنها تكمن في المحتوى الذي يمكن تقديمه. أنا أحب دائما تشجيع الفتيات على الدخول في هذا المجال وأن يحققن ما يرغبن به، لأنهن عادة ما يواجهن صعوبات، ويتلقين الانتقادات. أنا شخصيا واجهت الكثير من الصعوبات في بداياتي. ولعل العامل الأهم هو تكون الفتاة قوية وواثقة فيما هي مقبلة عليه، لأن ذلك سيعطيها القوة في الاستمرار. والنصيحة الأهم التي يمكن أن أقدمها لأي فتاة هي التركيز على المحتوى وجودته، لأنه العامل الأهم الذي يمكن أن يؤدي إلى نجاحها أو فشلها.