المغرب، الرباط (CNN) -- أثار منح جائزة لجنة تحكيم مهرجان مراكش الدولي للفيلم بمراكش لكل الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، ضجة واسعة بين السينمائيين في المغرب، وذلك بما أنها المرة الأولى التي تقرّر فيها لجنة بالمهرجان القيام بهذا الخطوة، وبما أن مستوى الأفلام المشاركة في المسابقة كان متباينًا.
لجنة التحكيم هذا المهرجان في دورته الـ15 التي اختتمت يوم السبت الماضي، وكان المخرج العالمي فرانسيس فورد كوبولا هو من ترّسها، قرّرت منح جائزتها لكل الأفلام الخمسة عشر المشاركة، في وقت منحت فيه الجائزة الكبرى لفيلم "فيلم كثير كبير" للمخرج اللبناني ميرجان بوشعيا.
أساس الانتقادات الواسعة أتى لكون عدد من الأفلام المشاركة لم ترقَ إلى مصاف التنافس على جوائز المهرجان، ممّا جعل الانتقادات تتجه إلى كوبولا بأنه أراد جبر خواطر الجميع، رغم الفروقات الواضحة بين الأفلام المشاركة.
الكاتب السينمائي فؤاد زويرق كتب على حائطه بفيسبوك:" سيعود الكل من حيث أتوا وتبقى مهزلة الأمس عالقة في جبين المغرب تنتظر من يكنسها وينظفها، وقد بدأت بوادرها تظهر شيئا فشيئا في مواقع عربية وغربية، مهزلة لن يعيها بعض المطبلين السذج طبعا، فمادام كوبولا فعلها فهي جائزة وتستحق التصفيق، هو ''انتصار للسينما'' هكذا يزمرّون".
المخرج السينمائي المغربي عز العرب العلوي كتب: " أعذرني ايها الكبير كوبولا، ولكن أنا لست معك، فقد افسدت مهرجانا سينمائيًا بحجم المغربوعرضت مصداقيته للسخرية، فأنا كمخرج لم يعد من اولوياتي الاجتهاد للظفر بمقعد هناك ...صدق من قال للعظماء أخطاء تشبههم في الكبر".
الناقد السينمائي عبد الإله الجوهري كتب: "كوبولا هدم الخيمة فوق رؤوس المنظمين و معهم المشاركين و جل الحالمين بمهرجان سينمائي مراكشي كبير، بإصراره، ومعه طبعا باقي أعضاء اللجنة، على أن يوجه دفة الحكم في الحفل بالإتجاه الذي يريد ، اتجاه جعل كل المشاركين سعداء كأطفال ليلة العيد ، موزعا عليهم الهدايا و الكلام الكبير، حيث تساوى في ذلك الغث والسمين".
الصحفي المتخصص في السينما، بلال مرميد، كتب هو الآخر: "هل من مصلحة مهرجان مراكش أن يسمح للجنة التحكيم بتتويج كل الأعمال؟ شخصيا لا أعتقد ذلك، ولو كان رئيس اللجنة هو الكبير جدا كوپولا. خطأ منهجي أن تمنح الجائزة لكل المتنافسين، لأن الأمر يتعلق بمهرجان نطمح جميعا لأن ينتقل في يوم من الأيام للدرجة الأولى".