دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في عصر منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت الفتاة السعودية قادرة على الوصول بصوتها إلى عدد كبير من الناس، وأصبح بإمكانها تقديم محتوى يتناسب مع أفكارها وتطلعاتها، في محاولة، حتى وإن لم تتكلل بالنجاح، لتغيير الصورة النمطية التي باتت تطاردها في وسائل الإعلام العالمية.
حصة العواد، فتاة سعودية من المنطقة الشرقية، وهي الأخت الصغرى بين أربع بنات وثلاثة شباب، تعيش الآن في مدينة الدمام، التي تخرجت منها وأنهت دراستها الجامعية فيها. أطلقت حصة قناة خاصة بها على يوتيوب، تقدم فيها نصائح للفتيات حول فن تزيين الأظافر، وتجيب على أسئلة خاصة بالبنات. وتجاوزت عدد المشاهدات عليها الـ 45 مليون مشاهدة.
تحدثنا إلى حصة العواد عن تجربتها على يوتيوب، ورؤيتها تطوير مشروعها مستقبلا:
- كيف كانت بداية فكرة قناة اليوتيوب؟
منذ صغري، كنت مهتمة بموضوع الجمال، خصوصا النصائح التي يمكن القيام بها في المنزل، فكنا أنا وأخواتي على اطلاع دائم بالمجلات وغيرها، ومع الوقت تطورت التكنولوجيا، وأصبح لدينا إنترنت، وقنوات عبر يوتيوب، فتعرفت من خلالها على ما يعرف بـ "فن تزيين الأظافر،" وأنا منذ صغري أحب الأظافر الطويلة، وأنتبه لأصابع الشخص الذي أكلمه. الموضوع كان جديدا بالنسبة لي، وبما أنني أحب الرسم، وجدت أن هذا الموضوع يلائمني جدا، وبدأت بتعلمه. حينها، خطرت ببالي فكرة إطلاق قناة عبر يوتيوب، أنقل فيها خبرتي البسيطة للعرب. أهلي رحبوا بالفكرة، ودعموني في تنفيذها. أطلقت القناة عام 2011، وبدأت بشكل بسيط عبر استخدام الكاميرا المركبة بجهاز الكمبيوتر الخاص بي، وبفضل الدعم المستمر من متابعي، وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.
- من يساعدك في تنفيذ هذه الفيديوهات؟
لا أحد. أنا أقوم بتنفيذ الفيديو بنفسي. فأنا المخرجة، والمصورة، والمنتجة، والمقدمة. وأمول هذه الفيديوهات من مالي الخاص.
- حدثينا عن نفسك؟
أنا درست اللغة الإنجليزية في الأكاديمية الكندية، وحاليا أنا لست موظفة. غير أني عملت لفترة في المجال الذي درسته، ولكني لم أجد نفسي فيه، فقررت توظيف خبراتي في قناتي على يوتيوب.
- ما هو سر استخدام كلمة "كونيتشوا" في بداية كل فيديو؟
هذه الكلمة تعني مرحبا باللغة اليابانية، وتقال في أي وقت، وأنا معجبة جدا بحضارة شرق آسيا، وخصوصا الحضارة اليابانية. ومنذ صغري وأنا أتابع أفلام الكرتون اليابانية، والتي عادة ما تنبع من حضارتهم وتاريخهم. هذا ما دفعني إلى التركيز على دراسة الحضارة اليابانية، ومن ثم البدء بدراسة اللغة اليابانية. أنا أحب تعلم اللغات، فبدأت بالإنجليزية، ومن ثم اليابانية، رغم صعوبتها.
- كونك ترتدين النقاب، هل واجهتك أي صعوبات أو تلقيت أي انتقادات من متابعيك؟
فعلا واجهت مثل هذه الانتقادات، التي ركزت في معظمها على نقابي وعلى أنه ليس من الضروري أن أظهر على الشاشة كوني أرتديه. بالنسبة لي، لا أرى أنني أفعل أي شيء خاطئ، بل على العكس أقدم خدمة للفتيات، خصوصا اللاتي ليس لديهم سيدة مقربة يلجأن إليها في الأسئلة المحرجة. فالنقاب بالنسبة لي لا يمنعني أبدا من تحقيق حلمي.
- ما هو الفيديو الذي شعرت أنه لاقى استحسانا واسعا من قبل جمهورك؟
كان هناك اثنان. الأول تحدثت فيه عن الحيض، وعناية الفتاة بنفسها خلال تلك الفترة. الموضوع كان حساسا، ولكني لقيت فيه الاستحسان، خصوصا من قبل الآباء الذين لا يعيشون مع زوجاتهم، من غير القادرين على توضيح هذا النوع من المعلومات لابنته. أما الموضوع الآخر، فهو العناية بالمنطقة الحساسة، وهو من الموضوعات المهمة التي لاقت إقبالا واسعا.
- باعتقادك، ما هي المسؤولية التي تقع على عاتقك في تغيير الصورة النمطية التي يقدمها الإعلام حول المرأة السعودية؟
حضرت مؤخرا مهرجانا أقيم في دبي لعدد من المشاركين في يوتيوب، وقد أثرت أنا وعدد من زميلاتي الاستغراب، وكانوا يتساءلون عن سبب شهرتنا في السعودية، ورضا أهلنا وعلمهم بما نقوم به. الإجابة بسيطة، فأول شيء أفكر فيه: هل ما أقوم به سيغضب الله؟ وهل سيكون أهلي غير راضين عما أقوم به؟ أما ما تبقى غير ذلك، فهو ليس بالمهم. يجب علينا أن نتبع طموحنا، لأنه بالتأكيد سيتحقق حتى لو استلزم الأمر بضع سنوات. والبنت لدينا في السعودية ليست كما يشاع عنها، أنها مقيدة ومنغلقة، بل هي منفتحة ومتحررة.
- ما هي الخطوة المقبلة بالنسبة لحصة؟
أنا منشغلة حاليا بمشروع جديد في السعودية أطمح إلى أن يتسع ليشمل دولا عربية أخرى. أما ما أطمح إليه بشكل حقيقي هو إيصال الأفكار والمعرفة للجميع، وأتمنى أيضا أن أطلق مجموعتي الخاصة للعناية بالأظافر، من ألوان طلاء مختلفة، باسمي أنا.
- ما هي الرسالة التي ترغبين بتوجيهها لمن يوجهون لك أي انتقادات؟
أقول لجميع الفتيات: لا تجعلي طريقة وضعك للحجاب عائقا أمام تحقيق أحلامك، فلدينا منقبات محاميات ومهندسات وغيرهن. فالنقاب والحجاب مجرد لبس، وحرية شخصية. وأنصح جميع الفتيات أن يأخذن مثل هذه الانتقادات كعتبة يمشين عليها باتجاه أحلامهن.