القاهرة، مصر(CNN)-- قالت الفنانة يسرا إن شخصية "رحمة" التي جسدتها في مسلسل "فوق مستوى الشبهات"، حالة تعبر عن مرض المجتمع، الذي يدعي التحضر والتسامح، بحسب ما قالته لـ CNN بالعربية.
وقالت يسرا إنها حضرت نفسها للدور على مدار عام كامل، واستعانت خلاله بطبيب نفسي، للتعرف على أبعاد الشخصية وتطوراتها.
وجاء الحوار كالتالي:
كيف كان التحضير لشخصية "رحمة"؟
استغرق التحضير للشخصية عاما كاملا منذ بدء كتابة السيناريو وحتى بداية التصوير، لأن الإعداد لتقديم شخصية تظهر نفسها كسيدة ناجحة لكنها تخفي وجها شريرا لم يكن سهلا. تمت الاستعانة بالطبيب النفسي د. نبيل القط، وكنت أطرح عليه تساؤلات عديدة ومختلفة حول الشخصية وأبعادها حتى تكون صادقة في الأداء، وهو ما ساعدني كثيرا في الإلمام بتفاصيل الشخصية وملامحها، إذ كنت أتعرف منه على تصرفات لحالات مشابهة تعاني من نفس الحالة المرضية.
ما الذي جذبك لتقديم هذا الدور؟
قررت أن أقدم دور الشر بعد أن استطلعت آراء بعض أصدقائي، ووجدت أنهم يريدون مني تقديم دور مختلف أخرج من خلاله عن الإطار الذي تعود عليه الجمهور مني، وجاء الاختلاف عبر تقديم دور الشر المطلق. وهذه ليست المرة الأولى التي أقدم فيها دورا شريرا فقد سبق وقدمته مرات عديدة في أعمال مثل "أنف وثلاثة عيون" و"نزوة" و"طيور الظلام" و"الإرهاب والكباب" وأخيرا في "سرايا عابدين"، لكن هذه هي المرة الأولى التي أقدم فيها شرًا صريحًا وفاقعًا كما يقولون وأتعجب أن الناس ينسون وذاكرتهم قصيرة.
ألا ترين أن هذا الدور مجازفة منك؟
جازفت بتقديم دور موغل في الشر، وهو ما جاء مرتبطا بقدرتي على التحضير للشخصية خلال التصوير مع المؤلفين والمخرج هاني خليفة، خاصة وأن رسالة العمل تؤكد بأن من تعرض للظلم في الصغر سيسعى للانتقام من المجتمع عندما تتاح له الفرصة، لأن البعض يدعي التسامح وهو غير ذلك.
ما الذي أعجبك في مسلسل "فوق مستوى الشبهات"؟
المعالجة الاجتماعية لـ"فوق مستوى الشبهات" كانت جيدة، ومختلف عن تجاربي السابقة، فالظهور بشكل مختلف وإن كان يحمل الكثير من المغامرة، فهو يحمل أيضا الكثير من الشعور بالنجاح إذا قدم بشكل جيد وهو ما حدث.
ما هو أكثر شيء صعب قابلك في التحضير للشخصية؟
صعوبة شخصية "رحمة"، فهي بعيدة عن شخصيتي الحقيقية بصورة كبيرة، لذا كان التحدي الأكبر في تقمص الشخصية والتعبير عن مشاعرها المتناقضة بشكل يقنع المشاهد.
كيف كان التعامل مع المخرج هاني خليفة؟
تجربتي في التعامل مع المخرج هاني خليفة، ممتعة بسبب حرصه على متابعة أدق تفاصيل العمل، وأتمنى أن يكون هناك عمل أخر يجمعنا.
هل كانت شخصية "رحمة" أصعب أدوارك؟
الدور صعب لكنني لا أعتبره أصعب أدواري، فهو ليس بصعوبة دوري في "أنف و3 عيون" أو "أحلام عادية" أو "سرايا عابدين"، كلها شخصيات صعبة للغاية حتى لو لم تحمل درجة الشر نفسها التي تتسم بها "رحمة"، الشر الذي تمارسه بطلة "فوق مستور الشبهات" سببه الرئيسي الدفاع عن وجودها، فهي تعتبر أنها لم تأخذ حقها في الحياة.
هل كانت مجازفة منك أن يكتب المسلسل شباب جدد؟
عندما بدأ التحضير لمسلسل "فوق مستوى الشبهات" رشح المنتج جمال العدل، الكاتبة مريم نعوم لكتابة سيناريو المسلسل، لكن نظرا لانشغالها بكتابة سيناريو مسلسل "سقوط حر"، رشحت كتاب جدد لكتابة المسلسل، وهو ما اعتبره البعض مخاطرة كبيرة، وهذه ليست المرة الأولى التي اقدم فيها كتابا أو مخرجين أو ممثلين جدد، وتاريخي يشهد على ذلك، كما ان مدحت العدل، أشرف على كتابة العمل لما لديه من خبرة كبيرة، ليس في الكتابة فقط، وإنما في تفاصيل فنية كثيرة والشباب كانوا في حاجة لشخص له خبرة مثل.
هل يقلقك نجاح المسلسل الآن؟
لم يسبق أن جعلني النجاح أتردد في اتخاذ أي خطوة، فكلما قدمت عملا ناجحا ألحقته بعمل أخر أكثر نجاحا، والدليل مسلسلات "ملك روحي" و مسلسل "قضية رأي عام" ومسلسل "شربات لوز" وغيرها من الأعمال التي حققت نجاحات متتالية.
هل كان دور "رحمة" رهانا شخصيا ومجازفة منك بعيدا عن أدوار الطيبة والمثالية؟
ليس مجازفة، لكني اتخذت قرار تجسيد دور "رحمة"، لأن البعض قد يرى أني أقدم أدوارا مثالية، وهو ادعاء يحجم قدراتي، وأتصور أن دور "رحمة" دافع عني.
ما مشروعاتك الفنية المقبلة؟
هناك فيلم "أهل العيب"، تأليف تامر حبيب، وسنبدأ التحضير له قريبا، وسيكون عودة قوية لي لشاشة السينما