هاشتاغ "معركة تحرير ذاك الشي" .. حملة لتحرير العقل أم تعدٍ على معتقدات الجزائريين؟

منوعات
نشر
4 دقائق قراءة
هاشتاغ "معركة تحرير ذاك الشي" .. حملة لتحرير العقل أم تعدٍ على معتقدات الجزائريين؟
Credit: EWEL SAMAD/AFP/Getty Images

الجزائر (CNN)-- خلق هاشتاغ جديد على شبكات التواصل الاجتماعي، فيسبوك تحديدا، نقاشا واسعا في الجزائر حول خلفيات الحملة الافتراضية وأهدافها غير المعلنة، وانشطرت أراء رواد الفضاء الازرق الى موقفين بين ما يرى أنه جاء لتخليص الذهنيات من الافكار الخاطئة وبين من يراه تعدي على المعتقدات الجزائريين.

وكانت بداية هاشتاغ #معركة_تحرير_ذاك_الشي، الذي غزا شبكة الفايسبوك وتعاطى معه الكثير من الشباب الجزائري بطريقة تهكمية مرفقا بتعليقات ساخرة ترتكز جلها على الأفكار الخاطئة التي صارت تتردد حتى تحولت الى معتقدات راسخة لدى شريحة كبيرة من الشباب الجزائري

بحسب بلقاسم بوبكر، صحفي ومترجم، فإن فكرة الهاشتاغ، انطلقت من مقهى "طونطونفيل" بالعاصمة، أين تم استلهام الفكرة من بعض السلوكيات اليومية التي ينتجها الجزائريون في طريقة تعاملهم مع بعض المواضيع، وعلى هذا الاساس، يقول بوبكر، اتفق الحاضرون على طرح مبادرة على الفايسبوك لتسليط الضوء على بعض القضايا.

ويهدف الهاشتاغ، وفقا لأصحابه، إلى محاولة اظهار بعض النقاط السلبية داخل المجتمع ومحاولة نقدها بطريقة بناءة وكذلك تحرير العقل من بعض الأفكار المعلبة والاحكام المسبقة والنظرة النمطية للجزائريين تجاه بعض المواضيع.

وتهدف الحملة ايضا إلى اظهار النقاط المضيئة من خلال حديثنا على ثقافة التعايش وتناول موضوع نظرة الجزائريين تجاه بعض المهن الصغيرة، على حد تعبير .

ويقول بوبكر في حديثه لـCNN بالعربية، أن الرسالة المراد إيصالها هي خلق فضاء يتيح للجميع المساهمة في معالجة موضوع ما، بطريقته الخاصة والسعي لاستثمار التفاعل في ايجاد حلول لبعض الظواهر، مشيرا إلى أن الهاشتاغ هو فرصة للجميع من أجل اقتراح ما يروه مشكلا او عائقا له ولمجتمعه.

ويعلل المتحدث كلامه بالقول، إن العالم الافتراضي في الجزائر بدا يغير بعض التفاصيل الصغيرة وأصبحت مواقع التواصل أداة ضغط واقتراح، ففي نظره، إن حزب الهواتف الذكية في الجزائر صار له صوت مسموع والكثير من القضايا بدا طرحها انطلاقا من الفايسبوك.

وانخرطت الكثير من الأسماء البارزة في الثقافة والأدب والإعلام في الحملة الافتراضية وتم تداول الهاشتاغ على نطاق واسع، متخطيا بذلك الحدود الجغرافية الى دول أخرى كتونس والمغرب وبعض الدول العربية، غير أن هذه الحملة قابلتها انتقادات كبيرة من قبل بعض المدونين بحجة تعديهم على معتقدات الجزائريين

وضمن هذا المنوال، يقول المدون ياسين إعمران، إن مشكلة اللائكيين الذين طرحوا هذا الهاشتاغ هي إقصائيتهم وسخرتهم وتعديهم على معتقدات الجزائريين بدعوى التنوير والتعالي على الناس، زاعمين أنهم يعرّون ظواهر اجتماعية عن زيفها، بينما في الحقيقة هم يحاولون فرض رؤية خالية من القيم والغائية الأخلاقية

وتابع إعمران كلامه قائلا: "نحن كذلك نعاتب على مجتمعنا الكثير من المظاهر السلبية والأعراف السقيمة والأفهام غير المؤسسة، وهناك من المصلحين على قلتهم في مختلف القطاعات الذين يجتهدون في التصدي لمختلف الآفات الاجتماعية والمظاهر السلبية، لكن بحلول لا تصادم المعتقد الإسلامي الجزائري ولا تجعل الفرد ينسلخ عن هويته".

ويرى إعمران في حديثه لـ CNN بالعربية أن اصحاب الحملة "وقعوا في مغالطات عديدة كونهم يستوردون مفاهيم غربية دون تبيئة لها ودون مراعاة لنسقها الاجتماعي والتاريخي والثقافي هناك، موضحا أن هذه المفاهيم لم تجعل المجتمعات الغربية مجتمعات مثالية، بل فيها من الآفات ما يؤرّق الاجتماعيين والمفكرين".

وبخصوص أفكار التعايش المطروحة في الحملة، يعتقد المتحدث أن مفردة التعايش تُطلق في حال وجود مكونين مختلفين تماما لما يعرف بالهوية، أما هؤلاء فلا هم يمتلكون الجرأة لإعلان أنهم لا يقاسمون الجزائريين نفس الهوية ولا هم يعبرون عن انتمائهم لها.